نعت الأوساط الثقافية والأدبية الشاعر العراقي موفق محمد، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً وراءه إرثاً شعرياً وثقافياً غزيراً.
وبرحيل موفق محمد، يفقد العراق واحداً من أبرز شعرائه، الذين ارتبطت قصائدهم بوجع الناس وهمومهم اليومية، إذ عُرف بلقب "شاعر الوجع العراقي"، لقدرته على التعبير عن معاناة البلاد والحياة في ظل الأوضاع المتردية.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بنبأ رحيل الشاعر الكبير، إذ عبّر نشطاء وشعراء، ومحبو الأدب، عن حزنهم، وتداولوا صورا له ومقاطع من قصائده الشهيرة التي طالما عبّرت عن وجع العراقيين وأحلامهم.
من هو موفق محمد؟
وُلد موفق محمد، المعروف بلقب "موفق أبو خمرة"، في مدينة الحلة عام 1948، وعاش يتيم الأب منذ طفولته، فقد أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في بابل وحصل على شهادة بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الشريعة في بغداد.
وتفرغ للشعر منذ ستينيات القرن الماضي، ونشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية والعربية.
كتب "أبو خمرة" الشعر بالفصحى والعامية، وامتاز بأسلوبه النقدي الساخر والصادم، الذي أكسبه شهرة واسعة في الأوساط الأدبية.
وكان من بين الشعراء القلائل الذين نُصب لهم تمثال وهم على قيد الحياة، تخليداً لمسيرته وتقديراً لدوره الثقافي، وقد أُزيح الستار عن التمثال في مسقط رأسه بمدينة الحلة.
وكان الشاعر قد أُدخل المستشفى قبل نحو شهر إثر أزمة صحية حادة، وخضع للعلاج إلى أن أعلن الأطباء وفاته اليوم الخميس.
وترك موفق محمد مجموعات شعرية ومقالات نقدية وأعمالاً وثائقية، ظل من خلالها وفيا لخياراته الفكرية وموقفه من السلطة والسياسة والمجتمع.
