بيعت ساعة جيب ذهبية كانت مملوكة للمسافر الدرجة الأولى على متن تايتانيك، إيزيدور ستراوس، مقابل مبلغ قياسي وصل إلى 1.78 مليون جنيه إسترليني في مزاد علني، ما يشكل رقمًا قياسيًا جديدًا في تذكارات تايتانيك.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" فإن الساعة، من عيار 18 قيراطاً ومن صناعة جولس يورغنسن، أُهديت لستراوس في عام 1888 بمناسبة عيد ميلاده الثالث والأربعين، وهو نفس العام الذي أصبح فيه شريكًا في متجر ميسيز الشهير. وتم استرجاع الساعة من جثمانه بعد كارثة 1912، فيما لم يُعثر على جثة زوجته إيدا.

وتعد قصة ستراوس وزوجته واحدة من أكثر القصص تأثيراً في مأساة تايتانيك، التي أودت بحياة 1,500 شخص.و ليلة غرق السفينة، توجه الزوجان إلى سطح القوارب، لكن السيد ستراوس رفض الجلوس في قارب نجاة، مصراً على إنقاذ الرجال الأصغر سناً أولاً. أما السيدة إيدا، فقد رفضت ترك زوجها، ورُصدا آخر مرة جالسين معاً أثناء غرق السفينة. وقد تم تصوير قصة وفائهما في فيلم جيمس كاميرون عام 1997 تايتانيك، حيث يظهران محتضنين بعضهما.
وظلّت الساعة في العائلة لأجيال قبل أن يقوم كينيث هوليستر ستراوس، حفيد ستراوس الأكبر، بإصلاحها وترميمها. تم بيعها عبر دار المزادات “هنري ألدريدج وأولاده” في ديفايس، ويلتشير.
وبلغ إجمالي المزاد لجميع تذكارات تايتانيك 3 ملايين جنيه إسترليني، بما في ذلك رسالة كتبتها السيدة ستراوس على أوراق رسمية للسفينة، التي بيعت مقابل 100,000 جنيه إسترليني، وقائمة الركاب التي بيعت مقابل 104,000 جنيه إسترليني، وميدالية ذهبية مُنحت لطاقم RMS كاربايثيا بقيمة 86,000 جنيه إسترليني.
في رسالتها، وصفت السيدة ستراوس فخامة وفخامة السفينة، مشيرةً إلى حادثة كادت فيها السفينة أن تصطدم بالسفينة SS نيويورك عند مغادرتها ساوثهامبتون. الرسالة، المختومة بـ"TransAtlantic 7"، تم ختمها على متن السفينة قبل تفريغها في كوينزتاون، إيرلندا.
ووُلد السيد ستراوس في أوتربيرغ، بافاريا عام 1845، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1854. وفي يناير 1912، سافر مع زوجته إلى القدس على متن RMS كارونيا قبل العودة إلى الولايات المتحدة عبر تايتانيك.
وأشار صانع المزاد أندرو ألدريدج إلى الاهتمام المستمر بقصص تايتانيك، مشدداً على أن كل راكب وعضو طاقم كان له قصة يرويها. ووصف قصة ستراوس بأنها "أعظم قصة حب"، وهو ما انعكس في سعر البيع القياسي وإعجاب الجمهور المستمر بالزوجين.