نشر موقع "ساينس أليرت" تقريرًا يستعرض نظرية جديدة مثيرة للجدل حول نشأة العجلة، تقترح أن هذا الاختراع المحوري في تاريخ البشرية ربما نشأ في مناجم النحاس بجنوب شرق أوروبا قبل نحو 6,000 عام، وتحديدًا في جبال الكاربات، حيث كانت الحاجة إلى تسهيل نقل خام النحاس هي الدافع الأساسي.
تعود النظرية إلى عام 2015، حين عثر علماء آثار في المجر على أكثر من 150 نموذجًا مصغرًا لعربات طينية مزودة بأربع عجلات، تعود إلى عام 3900 قبل الميلاد، ما يمثل أقدم تمثيل معروف للنقل بالعجلات. وتُظهر هذه النماذج نقوشًا تشبه السلال التي استخدمتها مجتمعات التعدين آنذاك.
على عكس الاعتقاد الشائع بأن العجلة تطورت من بكرات خشبية استخدمت في البناء، تطرح هذه النظرية بيئة المناجم – بممراتها الضيقة والمسطحة – كظرف مثالي دفع العمال إلى تطوير وسيلة نقل أكثر فاعلية.
وتشير نماذج المحاكاة الحاسوبية إلى أن التطور من بكرة إلى عجلة كان نتيجة تراكم تحسينات تدريجية تعززت بما يُعرف في الفيزياء بـ"الميزة الميكانيكية"، وهي نفس المبدأ الذي يجعل من الكماشة أداة قوية بفضل الرافعة.
ومع مرور الزمن، أدّت هذه التعديلات إلى ظهور التصميم المعروف للعجلة والمحور، ما غيّر شكل العمل والنقل إلى الأبد. المفارقة أن أحدث تقنيات العجلات، مثل المحامل الكروية، تعود في فكرتها إلى البكرات البدائية نفسها، ما يجعل من تطور العجلة مسارًا دائريًّا بحق، دون بداية محددة أو نهاية.