كشف تحقيق صحفي عن استغلال منصة تيك توك لمحتوى تسول الأطفال في بثوثها المباشرة، حيث تحصل المنصة على عمولات كبيرة تصل إلى 70% من قيمة التبرعات الافتراضية التي يقدمها المشاهدون.
وتظهر لقطات مؤلمة أطفالاً من أفغانستان ودول نامية أخرى وهم يتوسلون للحصول على هدايا رقمية يمكن تحويلها لاحقاً إلى أموال حقيقية، بينما يحصلون هم أنفسهم على أقل من ثلث قيمة هذه التبرعات.
ووصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية هذه الممارسات بأنها "تجارة بالبؤس الإنساني"، حيث تروج خوارزميات المنصة لهذا المحتوى الاستغلالي الذي يجذب ملايين المشاهدات.
"الفقر مصدر للدخل"
وأعرب خبراء حقوقيون عن صدمتهم من هذا النموذج التجاري الذي يحول معاناة الفقراء إلى مصدر دخل للمنصة، معتبرين أنه شكل جديد من أشكال الاستغلال الرقمي.
من جهتها، أعلنت تيك توك عن حظرها للتسول الاستغلالي وإزالة بعض الحسابات المخالفة، لكن المراقبين يشككون في فعالية هذه الإجراءات، خاصة مع استمرار ظهور محتوى جديد يومياً.
وتكشف التحقيقات عن وجود شبكات منظمة تدير العشرات من الحسابات التي تستغل الأطفال والفقراء، حيث يتم تصويرهم في مواقف مهينة أحياناً مثل النوم أمام الكاميرا أو التغطية بالطين، مقابل حصولهم على أموال زهيدة.
ويحذر الخبراء من تحول هذه الظاهرة إلى صناعة قائمة بذاتها، حيث تتربح المنصة من معاناة الفئات الأكثر ضعفاً في العالم، بينما تكتفي بإصدار بيانات إعلامية دون اتخاذ إجراءات حقيقية للحد من هذه الانتهاكات.
وتشير التقديرات إلى أن تيك توك تحقق أرباحاً طائلة من هذه الممارسات، في حين أن المتسولين أنفسهم يحصلون على أجزاء بسيطة من قيمة التبرعات التي يقدمها المشاهدون الطيبون.