على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي، أثبتت الصورة والدموع حضوراً أقوى من الكلمات، بوقوف المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي، التي قدمت فيلمها الوثائقي "ضع روحك على يدك وامش" ضمن مسابقة "أسيد"، حاملة صورة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قُتلت بقصف إسرائيلي برفقة عشرة من أفراد أسرتها في غزة.
سبيدة، وهي تمسح دموعها، قالت للحضور: "كان يفترض أن تكون فاطمة هنا معنا، لكن روحها حاضرة بصورتها وكاميرتها".
وأعربت المخرجة الإيرانية عن ألمها وهي تشير إلى إحساسها بعذاب الضمير، بأنها يمكن أن تكون السبب باستهداف فاطمة وعائلتها، بعد قيامها بالدور الرئيس لفيلمها الذي يعرض اليوم في مهرجان كان السينمائي".
وأكدت فارسي أن "الجيش الإسرائيلي يسعى لقتل كل روح خلاقة ومبدعة"، مشددة على أن حسونة كانت جزءاً من روح فيلمها.
وخلال عرض الفيلم، تفاعل الجمهور بالتصفيق والدموع، بينما أعادت سبيدة فارسي النقاش حول دور السينما في إيصال صوت الضحايا. وحثت العاملين في المجال الثقافي على "المطالبة بوقف المجازر في غزة"، مؤكدة أن "الصمت يعني التواطؤ".
أما في كلمة رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش، فقد أعربت عن حزنها لغياب فاطمة، قائلة: "كان ينبغي أن تكون معنا الليلة، لكن الفن يبقى دائماً شاهداً على حياتنا وأحلامنا".
وتعالت الأصوات في كان، إذ وقع 380 شخصية سينمائية رسالة مفتوحة تندد بالصمت حيال ما وصفوه بـ "الإبادة الجماعية في غزة"، في خطوة تؤكد أن المهرجان لم يعد فقط منصةً للنجوم، بل منبراً لصرخات الضحايا.