logo
منوعات

دراسة تكشف مفاجأة.. هل يجعلك التأمل أكثر وعيًا بجسدك؟

دراسة تكشف مفاجأة.. هل يجعلك التأمل أكثر وعيًا بجسدك؟
جلسة تأمل - تعبيريةالمصدر: منصات التواصل الاجتماعي
07 يونيو 2025، 9:37 م

كشفت دراسة جديدة في مجال التصوير العصبي أن ممارسة التأمل اليقظ قد تزيد من الوعي بالإشارات الجسدية، دون أن تُحسّن بالضرورة دقة إدراكها.

 وبحسب الدراسة المنشورة عبر موقع PsyPost، فإن ممارسي التأمل الأكثر خبرة كانوا أكثر ميلًا للإبلاغ عن شعورهم بلمسة خفيفة حتى عند غياب أي محفز فعلي، وهو ما ربطه الباحثون بتغيرات في نشاط الدماغ، لا سيما انخفاض موجات "ألفا" في القشرة الحسية الجسدية قبل توقع الإحساس.

التأمل وخفض عتبة الانتقاء الحسي

وتشير النتائج إلى أن التأمل اليقظ قد يخفض عتبة الانتقاء الحسي في الدماغ، ما يسمح بمرور عدد أكبر من الإشارات الجسدية إلى دائرة الوعي، ورغم ربط التأمل سابقًا بتحسين التنظيم العاطفي والحد من التوتر، إلا أن الآليات العصبية لهذه الفوائد لا تزال قيد البحث.

وفي هذا السياق، قال الباحث الرئيس مايك ميليوس، وهو طالب دكتوراه بجامعة جورج-أوغست في غوتينغن، ألمانيا: "كان هدفنا معرفة ما إذا كان التأمل يجعل الناس أكثر حساسية للمحفزات الفعلية، أم أنه فقط يغير طريقة تفسيرهم للإشارات الجسدية، وهذا التمييز ضروري لفهم تأثير التأمل على الإدراك وتنظيم المشاعر".

اختبار تجريبي للرصد الحسي والنشاط العصبي

أجريت الدراسة على 64 مشاركًا، بينهم 31 من ممارسي التأمل و33 من غير الممارسين كمجموعة ضابطة، مع مراعاة التوافق من حيث العمر، النوع، اليد المهيمنة، والحالة الصحية العامة.

وخضع المشاركون لاختبار يتم فيه إيصال محفزات كهربائية خفيفة إلى أصابعهم في بعض الجولات، بينما غابت المحفزات في جولات أخرى. بعد كل جولة، كان يُطلب منهم الإجابة على سؤال: "هل شعرت بلمسة؟".

واعتمدت الدراسة على تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، لرصد تذبذبات موجات "ألفا" المرتبطة بالانتباه والإدراك، خاصة قبل تقديم المحفز.

استعداد للإبلاغ... دون تحسّن في الدقة

وعلى عكس التوقعات، لم يُظهر ممارسو التأمل تحسنًا في دقة اكتشاف المحفزات مقارنة بالمجموعة الضابطة، بل كانوا أكثر ميلاً للإبلاغ عن الشعور بلمسة حتى دون وجود محفز حقيقي، وهو ما يعكس انخفاضًا في معيار اتخاذ القرار وليس زيادة فعلية في الحساسية الإدراكية.

وأظهرت بيانات EEG أن ممارسي التأمل سجلوا انخفاضًا في نشاط موجات ألفا قبل تقديم المحفز، ما ارتبط بزيادة احتمالية الإبلاغ عن الشعور باللمسة. ويفسر ذلك بكون الدماغ في حالة استثارة أو تقبل أعلى للإشارات الحسية، لكن دون زيادة في دقة التمييز بين الحقيقي والموهوم.

ارتباطات مع الوعي الجسدي والتنظيم العاطفي

كشفت الدراسة أيضًا أن ممارسي التأمل سجلوا درجات أعلى في الوعي الجسدي الداخلي، وفق مقياس MAIA-2، وأظهروا قدرة أكبر على التعبير عن مشاعرهم، وانخفاضًا في كبت الانفعالات، بما ينسجم مع أدبيات سابقة تربط التأمل بزيادة الفهم العاطفي والاتصال بالجسد.

ووفقًا لميليوس: "قد لا يحسّن التأمل حدة الحواس في المختبر، لكنه يعدل طريقة الدماغ في التعامل مع الإشارات الضعيفة. فربما يعلّم التأمل الدماغ إبقاء 'البوابة' الحسية مفتوحة فترة أطول، مما يسمح بمرور إشارات دقيقة إلى دائرة الوعي".

حدود الدراسة وآفاق مستقبلية

رغم النتائج اللافتة، أشار الباحثون إلى بعض القيود المنهجية، أبرزها أن تصميم الدراسة المستعرض لا يتيح إثبات علاقة سببية مباشرة؛ فقد يكون الأشخاص ذوو العتبات الحسية المنخفضة أكثر انجذابًا إلى التأمل أصلًا. كما أن حجم العينة محدود، ويضم ممارسين من تقاليد تأملية متعددة، مما قد يؤثر على الاتساق.

أخبار ذات علاقة

سيدة تمارس رياضة التأمل

التأمل طويل الأمد قد يقلل من التوتر والشيخوخة

 وأضاف الفريق أن EEG، رغم دقته الزمنية، يفتقر إلى الدقة المكانية التي تتيح تحديد البنية العصبية الدقيقة المتأثرة. ودعوا إلى إجراء دراسات طولية أوسع باستخدام أدوات تصوير عصبي أكثر تطورًا لفهم العلاقة المعقدة بين التأمل والإدراك العصبي.

تُظهر الدراسة أن التأمل اليقظ لا يعزز دقة الإحساس، بل يغيّر آلية تفسير الدماغ للإشارات الجسدية، ما يعكس تحوّلًا إدراكيًا في كيفية التعامل مع المنبهات الحسية، ويعزز الشعور باللحظة والاتصال الداخلي بالجسد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC