logo
منوعات

سوريا.. جدل إثر بيع فتيات شعرهنّ لأجل لقمة العيش

سوريا.. جدل إثر بيع فتيات شعرهنّ لأجل لقمة العيش
فتاة تقوم بقص شعرهاالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
29 يونيو 2025، 5:45 ص

أن تبيع قطعة من جسدك، لتؤمن لقمة العيش، فهذا يعني أنك هبطت كثيراً تحت خط الفقر الذي أعلنته الأمم المتحدة، عندما قالت إن أكثر من 90% من الشعب السوري يعيشون تحته. فكيف هو الحال عندما تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات بيع خصلات شعر النساء لمراكز التجميل والراغبات بمزيد من الحسن والجمال؟

قضية هامة طرحتها الدكتورة في مشفى المواساة بدمشق، والناشطة في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، لجين حمزة، عبر منشور على صفحتها الشخصية في "فيسبوك"، تتعلق بتفاقم ظاهرة بيع النساء لشعرهنّ؛ بسبب الفقر وانعدام موارد العيش.

أخبار ذات علاقة

منشور يثير الجدل في حلب السورية

إعلان غامض لمطعم يثير جدلًا ومخاوف في سوريا (فيديو)

وقالت لجين في منشورها: "الصبايا عم يبيعو شعرهن. صاروا كذا وحدة عرفتهن بايعين شعرن هالشهر. بتربي الوحدة شعرها سنين وفجأة بتروح عالكوافير وبكل هدوء وحزن وكبرياء بتقله قصلي شعري.. بدي بيعه. كرمال ما تمد إيدها.. وما يجوعوا ولادا أو أهلا..".

"إرم نيوز" اتصل مع العديد من مراكز التجميل، وأجرى لقاءات مع نساء، لديهن معلومات عن بيع شعر السيدات والفتيات اليافعات، فتبين أن هذه الظاهرة موجودة منذ سنوات، لكنها اليوم تفاقمت، مع سوء الحالة الاقتصادية.

وتقول صفاء، صاحبة مركز تجميل في جرمانا، لـ"إرم نيوز": "انتشرت ظاهرة بيع شعر النساء في الفترة الأخيرة، أكثر من السابق، لكن مراكز التجميل لا تشتري كل أنواع الشعر، فهناك شروط من حيث الكثافة والوزن واللون وسلامة خصلة الشعر".

وتؤكد صفاء، أن الكثيرات ممن يبعن شعرهن في المركز، يذرفن الدموع أثناء قصه؛ بسبب الفأل غير الحسن لهذه الخطوة، ونظراً لأن نصف جمال المرأة يكمن في شعرها.

وأوضحت أن سعر خصلة الشعر، مرتبط بنوعيته، وقد تصل الخصلة الواحدة إلى 500 دولار، وربما ينخفض سعرها إلى 100 دولار، حسب العرض والطلب، وإن الكثيرات يعرضن بيع شعرهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس عبر مراكز التجميل.

وبالعودة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير من الإعلانات عن بيع خصلات من شعر النساء، مع ذكر المواصفات والنوعية والوزن والسعر المطلوب. 

وتبرر إحدى السيدات هذه الخطوة بالقول، لـ"إرم نيوز": "شعر المرأة بضاعة مخلوفة، مثلما يقول المثل الشعبي، صحيح أنه يتطلب سنوات ليعود كما كان، لكن الحاجة تدفع المرأة لهذه الخطوة، خاصة إذا كان لديها أطفال صغار".

ويأخذ شعر المرأة مكانة كبيرة في الثقافة الشعبية، فرؤية المرأة تقص شعرها في المنام، يعتبر فألاً سيئاً جداً، أما إذا قامت المرأة برمي غطاء الرأس على الأرض، وإظهار شعرها للناس، فهو علامة على ما تتعرض له من عار، ما يتطلب من الغيورين التدخل وتقديم المساعدة.

سوق الحميدية في دمشق القديمة

وفي دمشق، يختلف سعر خصلة الشعر، تبعاً للسوية الاقتصادية للأحياء، ففي حي أبي رمانة مثلاً، يباع الشعر الجيد بمئات الدولارات، بينما في الأحياء الفقيرة، لا يتجاوز سعره 200 دولار، تبعاً لنوعية الشعر.

وتحدثنا إحدى الجدّات، عن قيامها بالتبرع بشعرها في سبعينيات القرن الماضي، دعما للقضية الفلسطينية، وتقول: "النساء اليوم يبعن شعرهن من أجل لقمة العيش".

وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب، الذي تمر به سوريا، فإن مدخول الموظف لا يتجاوز 100 دولار شهرياً، بعد الزيادة الأخيرة للرواتب، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالأسعار التي تشهد ارتفاعاً خارج قدرة المواطنين.

وتؤكد صفاء، أن مركز التجميل الذي تعمل فيه، يحاول أن يكون عادلاً في هذه القضية، وغالباً ما يتعاطف مع النساء المضطرات لبيع شعرهن، عبر رفع السعر، أو تأمين فرصة عمل للمرأة التي تريد بيع شعرها. وتضيف بأن المشكلة تكمن بتردي الحالة الاقتصادية التي يعاني منها معظم الناس.

وتختم الدكتورة لجين حمزة منشورها بالقول: "كم يوم رح يكفيهن ثمن الشعرات؟ ببلد كل شي فيه غالي إلا دم الناس ودموعهن.. يا بلد الخراب.. قديش فيكي صبايا محروقة قلوبهن؟".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC