شهد المغرب دعوات جديدة يطالب فيها نشطاء بتقييد تقديم اللحوم في المناسبات المتنوعة بهدف الحفاظ على المواشي، التي تراجعت أعدادها بشكل كبير بعد سنوات جفاف متتالية.
وظهرت الدعوة عبر صحيفة "المساء"، اليوم الاثنين، والتي نقلت عن نشطاء ومؤثرين مطالبتهم بأن تفرض السلطات المعنية على منظمي الحفلات الانخراط في حماية القطيع الوطني، على حد قولها.
وقالت الصحيفة في طبعتها الورقية، إنها تلقت تلك الدعوات بالتزامن مع إعلان المغرب منع ذبح الأضاحي في عيد الأضحى هذا العام بهدف الحفاظ على المواشي.
ونقل العديد من وسائل الإعلام المغربية عبر منصاتها الإلكترونية وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الدعوة؛ ما أسهم في انتشارها على نطاق واسع.
ويطالب أصحاب تلك الدعوات بمشاركة منظمي الحفلات في حماية القطيع الوطني، بحكم أنهم يسهمون بشكل كبير في استنزاف الثروة الحيوانية.
ووفق تلك الدعوة، فإن مئات رؤوس الماشية، من الذكور والإناث، تُذبح في كل مناسبة، ويتم شواؤها لتقدَّم للمدعوين والضيوف، بينما لا يُستهلك سوى القليل من هذه اللحوم المشوية في الغالب، وترمى البقية في القمامة.
وتقتصر المطالب، على الحفاظ على تكاثر المواشي عبر الأخذ بعين الاعتبار كمية رؤوس الماشية التي يتم نحرها بشكل يومي من أجل تنظيم العديد من الحفلات والمناسبات في البلاد، وليس منع تقديم اللحوم بشكل كامل.
ولم يصدر أي قرار رسمي يخص اللحوم المقدمة في الحفلات، حتى الآن، بينما يستعد المغرب لعيد أضحى تأثر بالتغيرات المناخية والجفاف وتراجع أعداد الماشية بشكل كبير.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، دعا المواطنين إلى عدم ذبح أضاحي العيد هذا العام، نظرًا للتحديات المناخية والاقتصادية التي أدت إلى تراجع كبير في أعداد الماشية.
وأوضح الملك في رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر التلفزيون الرسمي في وقت سابق، أن القيام بهذه الشعيرة في الظروف الحالية قد يُلحق ضررًا بفئات واسعة من الشعب، خاصة ذوي الدخل المحدود.
وأشار الملك إلى أن الأضحية "سنّة مؤكدة مع الاستطاعة"، وأن الظروف الراهنة تستدعي التيسير ورفع الحرج عن المواطنين، استنادًا إلى قوله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج".
كما أعلن أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب، اقتداءً بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي ضحّى بكبشين، أحدهما عنه والآخر عن أمته.
تأتي هذه الدعوة في ظل موجة جفاف تضرب المغرب للعام السابع على التوالي؛ ما أدى إلى تراجع أعداد المواشي بنسبة 38% مقارنة بعام 2016، وفقًا لبيانات وزارة الفلاحة.
وقد أثرت هذه الظروف في قطاع الزراعة، الذي يمثل مصدر دخل رئيسًا لنحو 40% من اليد العاملة في البلاد.