logo
منوعات

"ثلاثون".. رائعة الفاضل الجزيري تستعيد "صراع الحداثة" في تونس

"ثلاثون".. رائعة الفاضل الجزيري تستعيد "صراع الحداثة" في تونس
الفاضل الجزيري المصدر: منصة إكس
18 أغسطس 2025، 1:35 م

كرم مهرجان قرطاج الدولي، الذي تتواصل فعالياته حتى 21 أغسطس الجاري، المخرج والفنان التونسي الراحل الفاضل الجزيري، واختارت إدارة المهرجان أن تحيي ذكراه من خلال عرض رائعته السينمائية "ثلاثون" على خشبة "المسرح الروماني"، في أمسية امتزجت فيها مشاعر التأبين بالتأمل والحنين.

ورغم تنوع تجربة الجزيري بين الإخراج، مسرحيا وسينمائيا، فضلا عن ريادته في تأسيس بنية تحتية فنية في البلاد منذ السبعينيات، إلا أن فيلم "ثلاثون" يظل "درة التاج" في مسيرته بأكملها.

أخبار ذات علاقة

إعلان حفل محمد عساف

"من أجل غزة".. محمد عساف يحيي حفلاً في مهرجان قرطاج بتونس

ويقتحم العمل التاريخ التونسي قبل نحو قرن من الزمان ويرصد أسئلة الحداثة وهواجس التقدم في خطواتها الأولى على درب التقدم، من خلال تناول سيرة وهموم ومعارك 3 من رواد الفكر المستنير في البلاد وهم الطاهر الحداد، محمد علي الحامي، أبو القاسم الشابي.

وجمع الثلاثة بين النضال من أجل حقوق التونسيين وعدم السماح للفكر الرجعي المتخفي وراء أقنعة الدين بالافتئات عليها، حيث ناضل الحداد من أجل حقوق المرأة، وناضل الحامي من أجل حقوق العمال، أما الشابي فكان صرخة تمرد تزلزل أبواب الظلم، أيا كان مصدرها.

وينتمي الفيلم إلى نوعية الدراما التاريخية وهو يمزج بين التوثيق والخيال عبر لغة بصرية مدهشة وصراع درامي يتصاعد بين مختلف الأطراف، على نحو يبرز جهود الرواد الذين جعلوا ما تحمله تونس حاليا من تقدم وحداثة ممكنا. 

أنتج الفيلم عام 2007 وهو يركز بشكل أساسي على التاريخ التونسي في الفترة من 1924 حتى 1935، إخراج وكتابة الفاضل الجزيري، بمشاركة الكاتبة عروسية النالوتي.

ورحل الجزيري الاثنين الماضي عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد رحلة طويلة من الصراع مع المرض، كأحد رواد الفن التونسي في عصره الذهبي، ممثلا ومخرجا ومؤلفا.

ووصفت وزارة الثقافة التونسية الراحل بأنه "أحد القلائل الذين شكّلوا علامة فارقة في تاريخ المسرح والسينما في تونس، بعد مسيرة تجاوزت خمسة عقود من الإبداع والتجديد".

وُلد الفاضل الجزيري في تونس العاصمة العام 1948، حيث نشأ في بيئة ثقافية غنية برفقة والده، بائع الكتب المعروف وصديق المبدعين والمثقفين؛ مما وفر له مناخًا مثاليًا لصقل شخصيته منذ الصغر.

أخبار ذات علاقة

لطيفة التونسية

لطيفة تتحدث لـ "إرم نيوز" عن حفل قرطاج وتعاونها مع كاظم الساهر

قادته آراؤه السياسية للمشاركة في مظاهرات طلابية واحتجاجات جامعية العام 1968، قبل أن يسافر إلى لندن لمواصلة دراسته في الفن، ثم عاد ليؤسس "مسرح الجنوب" في مدينة قفصة العام 1972.

وجاءت خطوته الأبرز العام 1976 بتأسيسه "المسرح التونسي الجديد"، الذي احتضن تجربته مع الفاضل الجعايبي، رفيق دربه، في ثنائي قدّم عددًا من الأعمال المسرحية المميزة مثل "العرس"، "غسالة النوادر"، و"عرب والكريطة".

وكان آخر إبداعاته مسرحية "جرانتي العزيزة"، التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان "الحمامات الدولي" بتونس، كمثال مدهش على ولعه بالفن حتى اللحظات الأخيرة في حياته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC