كشف الفنان السوري جهاد عبدو، المدير العام للمؤسسة العامة للسينما في سوريا، عن تحركات رسمية مكثفة لاحتواء أزمة سينما الكندي، عقب قرار مديرية أوقاف دمشق القاضي بفسخ عقد استثمار المبنى وتحويله إلى مركز ثقافي.
وفي بيان رسمي نُشر عبر الصفحة الرسمية للمؤسسة على موقع "فيسبوك"، أوضح عبدو أنه عقد اجتماعًا مع وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، لبحث تداعيات القرار وضرورة حماية هذا المعلم السينمائي العريق، وبيّن أن الوزير الصالح يبذل جهودًا حثيثة من أجل الحفاظ على الصالة، التي تُعد من أبرز رموز الذاكرة الثقافية والسينمائية في دمشق.
وأكد عبدو أن المؤسسة تتابع الموضوع عن كثب، وتسعى لفهم خلفيات القرار الصادر عن مديرية الأوقاف، بغية اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. كما أشار إلى أنه لم يتم ذكر وزارة الثقافة في نص القرار، ولم تُخطر المؤسسة به قبل صدوره، ما أثار تساؤلات حول آلية اتخاذه ومدى قانونيته.
وأوضح عبدو أن المؤسسة العامة للسينما تحاول التواصل رسميًا مع وزارة الأوقاف للتحقق من حيثيات القرار، آملًا أن تتم معالجة الملف بروح من المسؤولية والتعاون، حفاظًا على إرث السينما السورية، لا سيما أن صالة الكندي تحمل رمزية كبيرة في الوجدان الشعبي، وتاريخًا غنيًا بالأعمال السينمائية والمهرجانات الثقافية.
تأتي هذه التطورات عقب موجة جدل أثارها قرار مديرية أوقاف دمشق، الصادر مساء الخميس 10 يوليو/تموز 2025، والذي يقضي بفسخ عقد صالة الكندي الواقعة في منطقة الصالحية – جادة، والمسجلة بالمحضر العقاري رقم 2285، وذلك بدعوى أن البدل السنوي للاستثمار لا يتجاوز 30 دولارًا، رغم أن مساحة العقار تفوق 700 متر مربع.
وطالبت المديرية من ورثة "محمد عارف الخيمي وشركاه" - مستأجري العقار - إخلاء المبنى خلال أسبوع من تاريخ التبليغ، ملوحة باللجوء إلى الضابطة العدلية في حال عدم تنفيذ القرار، مشيرة إلى نيتها تحويل العقار إلى مركز ثقافي "يشع بالمعرفة والعلم على شباب سوريا"، بحسب تعبيرها.
وقد أثار القرار حالة من الاستياء في الأوساط الثقافية والشعبية، حيث شهد محيط سينما الكندي في دمشق يوم الجمعة الماضية احتجاجات شارك فيها عشرات من محبي السينما، رفضًا لقرار الإخلاء، مؤكدين على رمزية الصالة ودورها التاريخي في صناعة السينما السورية.
يُذكر أن صالة الكندي تعود جذورها إلى بدايات القرن العشرين، حين افتتحت باسم "سينما أدونيس"، ثم تغير اسمها لاحقًا إلى "سينما بلقيس"، قبل أن تنتقل إلى عهدة المؤسسة العامة للسينما عام 1976، وتُعرف منذ ذلك الحين بـ "سينما الكندي"، حيث احتضنت على مدى عقود العديد من المهرجانات والعروض السينمائية العربية والعالمية.
