شهدت كوريا الجنوبية فيضانات وانهيارات أرضية مدمّرة خلال الأيام الماضية، أسفرت عن مقتل 18 شخصا وفقدان 9 آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، وفقًا لما أعلنته وزارة الداخلية ونقلته وكالة "يونهاب" الإخبارية.
وبدأت موجة الأمطار الغزيرة يوم الأربعاء 16 يوليو، متسببة بأضرار جسيمة في البنية التحتية والممتلكات، إلى جانب تشريد أكثر من 14 ألف شخص من منازلهم في مختلف أنحاء البلاد.
وكانت مقاطعة سانشونغ الجنوبية الأكثر تضررًا، حيث سجلت 10 حالات وفاة، في حين تم تسجيل وفيات أخرى في مدينة سيوسان ومقاطعة جابيونغ.
وفي بلدة جابيونغ الواقعة شمال شرق العاصمة سيول، والمشهورة بمنتجعاتها السياحية، أدى انهيار أرضي في أحد مواقع التخييم إلى مقتل رجل في الأربعينيات من عمره، وفقدان اثنين من أفراد أسرته، بينما تقطعت السبل بـ24 شخصًا آخرين. وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال عدد من العالقين باستخدام الحبال والمروحيات.
كما أعلنت وزارة الداخلية مقتل شخص بعد انهيار منزله، وآخر جرفته مياه الفيضانات، بينما توفي أربعة أشخاص في حوادث متفرقة شملت غرق سيارات ومنازل في مناطق مثل أوسان وجنوب تشونغتشونغ.
وحتى مساء الأحد، تم إجلاء أكثر من 2700 شخص، فيما تواصل السلطات جهودها للسيطرة على الأوضاع، وسط دعوات من وزير الداخلية، يون هو جونغ، إلى استخدام جميع الموارد المتاحة لتسريع عمليات الإنقاذ والإغاثة.
وسجلت السلطات أكثر من ألفي حالة انهيار طرق وتلف في المرافق العامة، إلى جانب أكثر من 2200 بلاغ عن أضرار في الممتلكات الخاصة.
كما بلغت كميات الأمطار مستويات غير مسبوقة، حيث سجلت مقاطعة سانشونغ 793.5 ملم من الأمطار، وهابشيون 699 ملم، ومدينة هادونغ 621.5 ملم، بحسب وكالة "يونهاب".
وأظهرت مقاطع مصوّرة بثتها وسائل الإعلام المحلية مشاهد درامية لانهيارات أرضية تبتلع منازل ومخيمات، وسيارات تجرفها السيول، في حين غطت التربة والحطام بلدة بأكملها في منطقة تشونغتشونغ.
ورغم تراجع حدة الأمطار في المناطق الوسطى والجنوبية، فإن المقاطعات الشمالية لا تزال تشهد هطولا غزيرا، وسط توقعات بانتهاء الأمطار مساء الأحد، تعقبها موجة حر شديدة قد تصل فيها درجات الحرارة إلى 32 درجة مئوية خلال الأيام المقبلة.
