حقق الفنان الكويتي إبراهيم الصلال نجاحاً يُضاف إلى رصيده الفني والمسرحي الذي بدأه قبل أكثر من ستة عقود، وذلك بتكريم مسرحي جديد له من "مهرجان الكويت الدولي للمونودراما".
واستطاع الفنان الثمانيني وهو أحد رواد المسرح في البلد الخليجي، أن يحوّل شغفه وحبه للمسرح منذ طفولته إلى نقطة انطلاقة له في عالم الفن والمسرح، في البلد الذي عُرف باهتمامه الدؤوب بالثقافة والفن منذ عقود.
وتم تكريم الصلال، أمس الأحد، خلال افتتاح الدورة الثامنة من "مهرجان الكويت الدولي للمونودراما"، التي ستستمر حتى الخميس المقبل.
وحملت هذه الدورة اسم الفنان إبراهيم الصلال تقديراً لإسهاماته في إثراء الساحة المسرحية الكويتية والعربية، ودعمه المستمر لجيل الشباب من الفنانين، وفق ما أعلنه القائمون على المهرجان الذي يُقام على مسرح متحف الكويت الوطني.
وتقدّم لهذا المهرجان 57 عرضاً مسرحياً مونودرامياً، من مختلف دول العالم، تم اختيار أفضل الأعمال من قبل لجنة فنية لتقديمها خلال المهرجان، وسيتم منح جوائز أفضل نص مسرحي، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل إخراج، وأفضل سينوغرافيا.
ويعد هذا التكريم للفنان الصلال أحدث تكريم في سلسلة التكريمات التي حصدها منذ بداية مسيرته الفنية، حيث يعد من الفنانين الذين عاصروا الحركة المسرحية والدرامية في الكويت منذ بدايتها.
وولد الفنان الصلال عام 1940، في قرية "الفنطاس" وهي قرية ساحلية قديمة تقع جنوب العاصمة الكويت، درس في المملكة المتحدة وحصل على دبلوم السكرتارية بعلوم الإدارة عام 1968.
كانت بداية الخمسينيات من القرن الماضي نقطة انطلاقة الصلال في عالم الفن من خلال المسرح المدرسي والنوادي الصيفية، قبل أن ينتسب إلى فرقة المسرح الشعبي عام 1959، وشارك في الكثير من المسرحيات الارتجالية في تلك الفترة.
وتتلمذ الصلال في بداياته على أيدي فنانين بارزين في تلك الحقبة منهم المخرج عبدالرحمن الضويحي، والممثل والمخرج عبدالله خريبط، والفنان المسرحي محمد النشمي.
ومن أبرز أعماله المسرحية في بداياته مسرحية "سكانه مرته" وهي مسرحية اجتماعية كوميدية، عرضت في عام 1964 من إخراج عبدالرحمن الضويحي وتمثيل إبراهيم الصلال وعبدالعزيز النمش ومريم الغضبان ومريم الصالح وطيبة الفرج وغيرهم.
وتوالت أعمال الصلال المسرحية وازدهر اسمه لا سيما في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ومن أبرز أعماله في تلك الفترة مسرحية (غلط يا ناس)، (الجنون فنون)، (كازينو أم عنبر)، (يمهل ولا يهمل)، (حرامي آخر موديل)، (هدوا المسلسل)، (انتخبوني)، (العلامة هدهد)، (كاوبوي في الدبدبة)، (رزنامة)، (للصبر حدود)، (درس خصوصي)، (المهرج)، (فرحة أمة).
وواصل الصلال نشاطه في المسرح فترة التسعينيات ومطلع القرن الواحد والعشرين، إلا أن نشاطه المسرحي بعدها بدأ يقل، حيث انقطع في السنوات الماضية عن الأعمال المسرحية بسبب ظروفه الصحية.
ورغم أن انطلاقة الصلال كانت من المسرح، فلم يقتصر نشاطه الفني عليه حيث كان له اسم بارز في التلفزيون ومن أعماله التلفزيونية مسلسل (المصير)، (الجسر)، (أجلح وأملح) (الأقدار)، (مذكرات جحا)، (خرج ولم يعد)، (جرح الزمن)، (ثمن عمري)، (فريج صويلح) (عتيج الصوف).
وحاز الصلال الذي أعلن عام 2014 اعتزاله الفن قبل أن يتراجع عن القرار لاحقاً ويستأنف نشاطه، عددًا من الجوائز، منها عام 1982م جائزة التمثيل في مهرجان التلفزيون الكويتي، 1989 جائزة أفضل ممثل في مهرجان الكويت المسرحي، وفي 2006 جائزة الدولة التشجيعية بالكويت، وتكريم من مهرجان الكويت المسرحي التاسع في 2007، وفي عام 2017 حصل الصلال على جائزة "الشارقة للإبداع المسرحي العربي" في دورتها الحادية عشرة.
وفي نيسان/ إبريل العام 2024 تعرض الفنان الصلال لـ"جلطة دماغية" نجا منها وخضع لعلاج، وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لجلطة في الرأس، فسبق وأن تعرض لجلطة مماثلة في عام 2017.