حملت أحداث الفيلم السوري "سلمى"، الذي عُرض ضمن مسابقة "آفاق للسينما العربية" في الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي، رسائل إنسانية مهمة، تناولت في موضوعها مأساة الشعب السوري، بسبب الزلزال المدمر، وما خلفه من خسائر بشرية وأوضاع كارثية.
وكشف صُناع الفيلم لـ"إرم نيوز" تفاصيل التجربة، وهم المخرج جود سعيد، وأبطال العمل "حسين عباس"، و"ورد عجيب"، و"مغيث صقر"، عن تجربتهم السينمائية وكواليس صناعتها.
المخرج جود سعيد
في البداية، عبر المخرج "جود سعيد" عن سعادته بمشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، وتحدث عن كواليس صناعة التجربة السينمائية، وقال: "تجربة سينمائية فريدة بالنسبة لي، حيث إن سلمى هي ابنة البيئة الأصيلة المظلومة".
وتابع بالحديث عن الزلزال في سوريا وطريقة تناوله في فيلم "سلمى"، قائلاً: "لم أعش شعور الزلزال في الواقع، لأنني كنت نائمًا في ذلك اليوم، ولم أشعر بالزلزال إلا في اليوم التالي، كنت في العاصمة دمشق، والمناطق التي تأثرت كانت بعيدة عني بأكثر من 300 كيلومتر. ولكننا قمنا بتصوير مشاهد وثائقية من آثار الزلزال المدمر على الفور، ثم بدأنا العمل على النص الخاص بالفيلم حتى تم تصويره".
وعن التنويه في شريط فيلم "سلمى" بإهدائه إلى الراحل "عبداللطيف عبدالحميد"، قال: "علاقتي بالأستاذ عبداللطيف بدأت منذ أن كنت في الرابعة عشرة من عمري. لم تكن علاقتنا مبنية على السينما فقط، لكنها بدأت كعلاقة شخصية، ومع مرور الوقت كُرست في السينما. فقدتُ شخصًا قريبًا لي وأعتبره بمثابة الأب، وأردت أن أكرمه بإهداء هذا الفيلم له. وأعتبر أن هذا الإهداء ليس مجانيًا بل هو نتاج علاقة حقيقية بين ابن وأب."
ووجه المخرج السوري جود سعيد رسالة للشعوب العربية التي تتعرض للحرب، قائلاً: "رسالتي لكل من يتعرض للظلم والقهر في هذا العالم، نتمنى أن ينتهي هذا الظلم البارحة وليس اليوم أو غدًا".
حسين عباس
أما الممثل السوري "حسين عباس"، فقال عن تجربته في فيلم "سلمى" إنه تعامل معها من منطلق الرحلة السينمائية الإنسانية.
وأشار إلى تطرق الفيلم لأحداث ما بعد الزلزال وما خلفه من أضرار ومآسٍ إنسانية على المستوى الاجتماعي، قائلاً: "سعيد بالمشاركة بهذا الفيلم، من خلال شخصية أبو جومانا، وهو روائي وسجين سياسي سابق، يحاول أن ينسج رواية عن الفترة الطويلة التي عاشها في السجن. الشخصية تحمل بعدًا إنسانيًا من خلال صداقتها بوالد سلمى ووقوفها إلى جانبها بعد وفاة والدها ومرورها بالكثير من الأزمات".
ورد عجيب
كما تحدث الممثل الشاب "ورد عجيب" عن تجربته في الفيلم، وقال إنه سعيد بوجوده ضمن فيلم سينمائي من بطولة النجمة سلاف فواخرجي وإخراج جود سعيد، مؤكدًا على حبه الشديد وتعلقه بالتجربة، بسبب الكواليس الطيبة التي جمعته بفريق العمل وقت التصوير، وتقديم الفيلم وسط ظروف صعبة. وأضاف: "عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي شرف كبير لي كممثل شاب".
وبسؤاله عن ارتباط الفن بالرقابة، قال "ورد": "لا يُفضل أن تكون هناك رقابة موضوعة على الفن طوال الوقت، لكنه يرى ضرورة وجودها في حال زادت الأمور عن حدها. الفن خُلق من أجل الإبداع، والرقابة في بعض الأحيان تقيّد هذا الإبداع طالما أنه لا يتجاوز أو يتخطى حدود الأدب".
وفيما يتعلق بمحاكاة فيلم "سلمى" للأوضاع الإنسانية الصعبة، قال "ورد": "الوضع كارثي للغاية، وهذا يجعلنا في محل لا نستطيع الحديث والتعبير عن شعورنا تجاه ما يحدث من مآسٍ إنسانية في لبنان وفلسطين وسوريا، ودول أخرى على خط الحرب. أتمنى أن تشهد الفترة القادمة هدوءًا في الأوضاع بكافة بلدان الوطن العربي، من خلال الوصول إلى الحلول التي تُنهي الأوضاع الكارثية الحالية".
مغيث صقر
وفي النهاية، تحدث الممثل "مغيث صقر" عن كواليس تجربته في الفيلم قائلاً: "سلمى تجربة خاصة بالنسبة لي، وكان لها طابع خاص. حيث كان تطوير الشخصية يحدث أثناء التصوير، من خلال مشهد يتبع الآخر. وهذا الأمر أفادني كثيرًا، خاصة مع التناغم الكبير بيني وبين المخرج جود سعيد، الذي سبق أن تعاونت معه من قبل، وصارت بيننا كيمياء كبيرة. وهذا ما استدعى أن نُضيف تطورات خاصة بدوري في الفيلم أثناء تصويره، ولم تكن مكتوبة في النص".
وأشار "مغيث" إلى أنه من أنصار حرية الفن والإبداع، قائلاً: "أنا مع حرية التعبير والفن والإبداع، طالما أنها لا تتخطى حدود الأدب. وأعتقد أن هذا هو السبب الذي يجعلني طوال الوقت أبتعد عن الظهور في الإعلام، لأنني أحب أن أتحدث بصدق دون زيف للحقائق".
