اندلعت، فجر أمس وحتى صباح اليوم الأحد، حرائق ضخمة التهمت مساحات واسعة من الغابات والمزارع في الجبل الأخضر، شرقي ليبيا، شملت مناطق وادي الكوف بالدرجة الأولى، تلتها مدينة المرج، ثم منطقة وردامة.
ووفق قناة "ليبيا الأحرار" على موقعها الإلكتروني اليوم، تمكنت فرق الإطفاء والأهالي من السيطرة على الجزء الأكبر من الحرائق مع ساعات الصباح الأولى، ما أسهم في تقليص رقعة النيران والحد من توسعها، إلا أن بعض البؤر الصغيرة لا تزال مشتعلة في أطراف الأشجار وأغصانها العالية، ويجري التعامل معها بحذر لمنع تجدد الاشتعال.
وأفادت مصادر في جهاز الشرطة الزراعية في الجبل الأخضر بأن الحرائق التي اجتاحت وادي الكوف وحده طالت نحو 40 هكتارًا من المساحات الخضراء، وهي من أكثر المساحات تضررًا في الحدث.
ووثق المواطنون النيران بكاميراتهم، وانتشرت مقاطع الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، فقد ظهرت أعمدة الدخان الكثيف والنيران تتصاعد إلى ارتفاعات شاهقة على نحو غير مسبوق.
وأشارت القناة إلى أن "هذه الحرائق، وإن كانت معتادة في الصيف، بفعل ارتفاع درجات الحرارة ورياح القبلي الجافة، إلا أن ما حدث خلال اليومين الماضيين فاق جميع التوقعات من حيث الاتساع والضراوة".
وطبقا للقناة، دارت شكوك حول وجود فاعل، بعدما أظهرت كاميرات المراقبة لدى أحد المواطنين في ضواحي مدينة مسة مشهدًا لرجل يُلقي ما يشبه قطعة قماش مشتعلة وسط أشجار يابسة، ما أدى لاشتعال النيران فورًا، قبل أن يتمكن الأهالي من التدخل.
ودعا سكان محليون إلى فتح تحقيق عاجل في احتمال أن تكون بعض الحرائق بفعل فاعل، خصوصًا مع تكرار هذه الكوارث صيفًا، التي تتسبب بخسائر بيئية جسيمة وتراجع مستمر للمساحات الخضراء في الجبل الأخضر.