من عربة خشبية تبيع وجبة شعبية رخيصة في الشارع إلى مطعم فاخر مكون من عدة طوابق يمثل وجهة سياحية عالمية، كما بات محطة لمشاهير السياسة الدولية من سفراء ووزراء خارجية.
تختصر تلك المفارقة مسيرة أشهر مطعم يقدم وجبة "الكشري" الشعبية في مصر وهو "أبو طارق" الذي يقع في منطقة وسط القاهرة وتحديداً في شارع "شامبليون" حيث يعود تأسيس المطعم إلى خمسينيات القرن الماضي على يد "يوسف زكي" صاحب لقب "أبو طارق"، نسبة إلى ابنه الأكبر.
وإذا كانت محال "كنتاكي" تباهي العالم بـ"الخلطة السرية" للدجاج، فإن "أبو طارق" يباهي الجميع هو الآخر بـ"سر الصنعة" في إعداد وجبة "الكشري" التي تتكون من مزيج فريد من الأرز والعدس والمكرونة والحمص، مع إضافات جانبية بحسب الرغبة من الخل، وفصوص الثوم المحمرة، وصلصة الطماطم، سواء الحارة أو الباردة.
في ديسمبر 2017، دخل المحل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية من خلال تقديم "أكبر طبق كشري في العالم" والذي بلغ قطره 10 أمتار وارتفاعه 1،2 متر، أما وزنه فتجاوز 8 أطنان عبر كمية طعام تكفي لإشباع الآلاف من الأشخاص والتي تم تقديمها، لاحقاً، إلى "بنك الطعام" كعمل خيري.
وفي 2023، تم تصنيف المطعم من خلال موقع Taste Atlas المتخصص باعتباره واحداً من أهم وأشهر 100 مطعم حول العالم، كما أطلق " أبو طارق" مبادرة لتنشيط "سياحة الطعام".
واعتمدت المبادرة على هذا الكم الضخم من السفراء والمسئولين الأجانب الذين يزورونه بانتظام وكان آخرهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ضمن ما يُعرف بـ "دبلوماسية الطعام" أو " الدبلوماسية الشعبية".
واجتذبت قصص نجاح "أبو طارق" وسمعته العالمية مشاهير الفن والإعلام والكرة في مصر، كما جعلت من مؤسسه "يوسف زكي" ضيفاً مهماً ومختلفاً يسعى لمحاورته كبار الإعلاميين، مثل: عمرو أديب، وإسعاد يونس.
ويعد طبق "الكشري" واحداً من أشهر وأرخص الوجبات الشعبية المصرية، حيث لا ينافسه في هذا السياق إلا "الفول والطعمية"، لكن مطعم أبو طارق استطاع أن يثبت قدميه في هذا المجال باعتباره صاحب "المذاق الأشهى" في هذا المجال.