ضرب زلزال عنيف تجاوزت قوته 8.7 درجة على مقياس ريختر، قبالة سواحل جزيرة كامتشاتكا الروسية، أعقبه "تسونامي" وصل ارتفاع الأمواج فيه إلى 4 أمتار، وصفه مسؤولون روس بأنه "الأسوأ منذ عقود".
وحذَّرت عشرات الدول حول العالم، من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى أقصى غربها، من موجات مد بحري عاتية "تسونامي" قد تضرب مختلف دول العالم، بعد زلزال ضرب أقصى شرق روسيا، فجر الأربعاء.
تقع كامتشاتكا والشرق الأقصى الروسي على منطقة "الحزام الناري" في المحيط الهادي، وهي منطقة نشطة جيولوجيًّا ومعرضة للزلازل الكبرى والانفجارات البركانية.
ويمتد على طول شبه جزيرة كامتشاتكا سلسلتان جبليتان، هما: سلسلة جبال سريديني في الوسط، وسلسلة جبال فوستوشني في الشرق، أعلى قمة فيهما ترتفع 15584 قدمًا أي ما بعادل 4750 مترًا في بركان كليوشيفسكايا، ويجري على طول معظم الحوض الواقع بين السلسلتين نهر كامشاتكا.
يوجد في شبه جزيرة كامتشاتكا 127 بركانًا، ينشطُ من بينها 30 بركانًا، وذلك بسبب موقعها في حلقة النار (منطقة من الزلازل والبراكين الناشطة تحيط بمعظم سواحل المحيط الهادئ". كما يوجد فيها أيضًا عدد من ينابيع المياه الحارة.
وتشمل براكين كامتشاتكا أكبر بركان ناشط في أوراسيا هو بركان كليوتشيفسكايا البالغ ارتفاعه 4750 مترًا فوق سطح البحر، والذي وُصف بأنه جبل ذو «شكل مخروطي كامل ورائع الجمال». وقد تم تسجيل أكثر من 600 ثوران بركاني في شبه الجزيرة هذه منذ سنة 1697، السنة التي وطئت فيها أقدام المستكشفين الروس أرض كامتشاتكا للمرة الأولى.
يوجد في كامتشاتكا أيضًا العديد من الينابيع الحارة التي تتراوح حرارة الماء فيها بين 30 و40 درجة مئوية،؛ ما يبهج الزائرين ويعوِّضهم عن أشهر الشتاء الطويلة الباردة. كما تُستخدم الحرارة الجوفية لإنتاج الكهرباء.
يتألف معظم شعب كامتشاتكا اليوم من الروس. لكن لا يزال يسكنها بضعة آلاف من سكانها الأصليين، وأكثرهم من الكورياك الذين يعيشون في الشمال. ومن بين السكان الأصليين أيضًا الشّكشي والإتلمن، ولكلّ من هذه الشعوب لغته الخاصة.
يقطن معظم سكان كامتشاتكا في مدينة پتروباڤلوفسك-كامتشاتسكي، وهي المركز الإداري لشبه الجزيرة. ويندر عدد السكان في باقي أرجاء كامتشاتكا، ولا يمكن الوصول إلى معظم القرى الساحلية أو الواقعة على ضفاف الأنهر إلّا بالسفينة أو الطائرة.
يقوم اقتصاد كامتشاتكا على اصطياد السمك والسرطانات. فكامتشاتكا تمتاز بنوع من السرطانات الحمراء العملاقة التي يبلغ طولها حين تبسط كماشتيها 1.7 متر. وهذه السرطانات تزيِّن وتلوِّن المسامك.
كالديرا أوزون هي فوهة بركان قديم يبلغ قطرها 10 كيلومترات تقريبًا. ويجد المرء بين جدرانها الشاهقة «كل ما تشتهر به كامتشاتكا»، ففيها الينابيع الحارة والباردة، وبوتقات الوحل المبقبق، والبراكين الطينية، والبحيرات الصافية التي تعج بالأسماك وطيور التَّمّ، والنباتات الوافرة.
يقول كتاب عجائب أرض كامتشاتكا ، إنه «ما من مكان آخر على وجه الأرض» يتميَّز بخريف أقصر وأجمل من خريف كالديرا أوزون. فاللون القرمزي الذي تكتسي به التُّندرا يتضارب مع أوراق البَتُولا التي يتحوَّل لونها إلى الأصفر الفاقع والذهبي، في حين أن الأرض المبقبقة تطلق هنا وهناك أعمدة من البخار الأبيض في السماء الزرقاء. وفي الصباح الباكر، «تغنّي» الغابات فيما تتساقط ملايين الأوراق المكسوة بالجليد الصباحي على الأرض مصدرة رنينًا ناعمًا يعلن اقتراب الشتاء".
في عام 1996 ثار بركان اعتُبر خامدًا تحت سطح بحيرة كاريمسكي مسبِّبا أمواجًا بلغ ارتفاعها 10 أمتار، اقتلعت أشجار كل الغابات المجاورة. وما هي إلّا دقائق معدودة حتى أصبحت الحياة مستحيلة في مياه هذه البحيرة بسبب ازدياد حموضتها.