تصدرت الفنانة المصرية الراحلة زبيدة ثروت الترند في ذكرى ميلادها، حيث يعيد نشطاء منصات التواصل اكتشاف سيرة حياتها المليئة بالعديد من الفصول المدهشة في الفترة التي عاشتها من 14يونيو 1940 حتى رحيلها في 13 ديسمبر 2016.
وربما لم تكن الموهبة الطاغية إحدى أبرز سمات ثروت، إلا أنها تميزت بالإحساس العالي في أدائها لاسيما في الأدوار العاطفية المعقَّدة، كما حفرت ذكراها في قلوب الجمهور باعتبارها "قطة الشاشة" صاحبة "أجمل عيون" في تاريخ السينما.
ورغم أنها قدمت العديد من الأفلام المهمة مع أساطير الفن في حقبتي الستينيات والسبعينات، إلا أن حياتها الشخصية حفلت بأحداث مثيرة منها وقوع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في حبها بعد مشاركتها له بفيلم "يوم من عمري"، 1961، والتقدم لطلب يدها من والدها الذي كان ضابطا كبيرا في البحرية ورفض بشكل حاسم.
والغريب أن زبيدة لم تعرف بالأمر نهائيا إلا بعد ذلك بفترة طويلة وهى متزوجة للمرة الثانية، حيث علمت أن سبب رفض والدها يعود إلى أن حليم مجرد "مغنواتي" على حد تعبيره، بينما هي ابنة حسب ونسب ومن أصول شركسية ووالدتها حفيدة السلطان حسين كامل، كما أنها خريجة كلية الحقوق التي كانت قديما عنوان الرقي، علميا واجتماعيا، بمصر.
وقالت زبيدة ثروت بعد اعتزالها، في اللقاء الوحيد الذي أجراه معها الإعلامي عمرو الليثي، إنها أحبت حليم من كل قلبها ولذلك أوصت بأن يتم دفنها إلى جواره بالمدفن نفسه، لكن تلك الوصية لم تنفذ وبررت أسرة العندليب الأسمر الأمر بأنها لم تتلق طلبا رسميا من عائلة زبيدة ثروت بهذا الخصوص.
والمدهش أنها واجهت خطر الحبس بسبب اتهامها بالجاسوسية حين ألقى أحد عناصر الأمن القبض عليها في مدينة الإسكندرية، مسقط رأسها، وهى تحمل ألوانها وأوراقها وتمارس هواية الرسم في أحضان الطبيعة.
وتم اقتيادها إلى مركز الشرطة حيث فوجئت بالشرطي الذي قبض عليها يخاطب قائده قائلا: "قبضنا على هذه الجاسوسة الأجنبية وهي ترسم مواقع حساسة"، لتكتشف أنها كانت في منطقة عسكرية وأن الشرطي اعتقد أنها أجنبية لأن شعرها أصفر وعينيها ملونتين، رغم أنها حاولت شرح الأمر له، إلأ أن الضابط أطلق سراحها وهو يضحك من الواقعة برمتها.
ومن المحطات المثيرة في حياة زبيدة ثروت كذلك، وقوع أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه في حبها منذ أن رآها مرة واحدة فقط في مهرجان فني بالكويت في السبعينيات، لكنها لم تكن تعرف من هو؛ لأنها لم تكن تتابع أو تهتم بشؤون الكرة.
فوجئت بمجرد عودتها للقاهرة باتصال منه، لكنها لم تستطع التواصل معه بسبب حاجز اللغة حيث لم يكن يتحدث العربية بالطبع ولا حتى الإنجليزية، وانتهى الموضوع عند هذا الحد.
ومن أبرز علامات زبيدة ثروت في السينما "شمس لا تغيب" مع كمال الشناوي، 1959، "في بيتنا رجل" مع عمر الشريف، 1961، "الحب الضائع" مع رشدي أباظه، 1971، "زمان يا حب" مع فريد الأطرش، 1973.