ربما لم تكن الموهبة الطاغية إحدى أبرز سمات الممثلة المصرية الراحلة زبيدة ثروت التي تحل اليوم 14 يونيو ذكرى ميلادها العام 1940، إلا أنها تميزت بالإحساس العالي في أدائها لاسيما في الأدوار العاطفية المعقَّدة، كما حفرت ذكراها في قلوب الجمهور باعتبارها "قطة الشاشة" صاحبة "أجمل عيون" في تاريخ السينما.
وأثيرت في العديد من المرات، مسألة تجسيد قصة حياتها على الشاشة وتبارى الجمهور في ترشيح ممثلة من الجيل الجديد تصلح لتقديم الدور، وكان لافتاً أن زبيدة ثروت نفسها تدخلت لتحسم الجدل قبل رحيلها، في العام 2016، وترشح الفنانة مي عز الدين.
المفاجأة جاءت حين رفضت مي تجسيد السيرة الذاتية لزبيدة في خطوة أصابت الكثيرين بالإحباط والحيرة، ما دفع الأولى إلى الخروج لتوضيح وجهة نظرها والتماس العذر من الفنانة المخضرمة.
وقالت عز الدين إنها تعشق زبيدة ثروت، وتحب فنها وشكلها وجمالها الأخّاذ المختلف، لكنها رغم ذلك تجد نفسها مضطرة إلى رفض تجسيد شخصيتها على الشاشة في مسلسل، لأن الجمهور سيتهمها بأنها تقارن نفسها بثروت وترى أنها امتداد لها، وهو ما سيؤثر على صورتها في أعين الناس.
وشددت على أنها لا تتحمّل مثل هذه الضغوط ولا تشك لحظة أن ثروت ستتفهم هذه المخاوف التي تنتاب مي، والتي ستؤدي إلى فشلها في تجسيد الشخصية.
ومن أبرز أعمال زبيدة ثروت فيلم "يوم من عمري"، 1961، مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والذي قيل إنه أحبها في الواقع بعد هذا الفيلم رغم تعرضه للرفض من والدها حين تقدم إليه ليطلب يدها.
وهناك أيضاً أفلام: "شمس لا تغيب" مع كمال الشناوي، 1959، "في بيتنا رجل" مع عمر الشريف، 1961، "زمان يا حب" مع فريد الأطرش، 1973، "الحب الضائع" مع رشدي أباظه، 1970.