أثار مقطع فيديو انتشر على تيك توك نقاشًا واسعًا حول الفجوة المتزايدة بين أساليب التربية الحديثة، وما يُعرف بالأسلوب المتساهل الذي بات كثير من الأجداد يتبعونه مع أحفادهم.
الفيديو، الذي نشرته صانعة المحتوى MamaTurtle، يظهر طفلتها الصغيرة وهي تعترف بكل براءة بأنها رسمت على جدران المنزل. لكن المفاجأة جاءت من الجدة، التي بدلًا من توبيخها، بادرتها بإطراء غير متوقع. وقالت لها: "إنه جميل!"، قبل أن تمدح خطوطها ورسمها؛ وهو رد فعل أكثر لطفًا مما كانت تتبعه الجدة نفسها حين كانت تربي أبناءها، وفقًا لما قالته الأم في تعليقها.
@turtlemommy3 This is getting out of hand ! Our parents are soft now that their grandparents! This is the same mother that made tooth brush scrub floors and acted like the smallest spills were going to lower their property value but since its not her house I see her encouraging my daughter on her “artistic abilities” #fypシ゚viral #viral #relatable #fyp #grandparents #babiesoftiktok #tiktok #foryou
♬ original sound - MamaTurtle
وعلقت الأم على الفيديو بسخرية، مؤكدة أن هذه الجدة نفسها كانت تُلزمها وهي طفلة بتنظيف الأرضية بفرشاة أسنان، بينما اليوم تُشجع حفيدتها على "موهبتها الفنية".
التساهل مع الأحفاد
هذا المشهد البسيط أثار نقاشًا واسعًا حول ظاهرة "تساهل الأجداد"، وهي ممارسة شائعة يميل فيها الأجداد إلى التغاضي عن القواعد، وتقديم المزيد من الانفتاح والمتعة على حساب الانضباط. ويؤكد الخبراء أن هذه الظاهرة ليست سلبية دائمًا، لكنها قد تتحول إلى مشكلة إذا تعارضت مع تعليمات الأهل.
وتقول أخصائية التربية دي دي مور، لموقع "بيرنتس" المهتم بصحة الآباء والأطفال: "الانغماس في حياة الأحفاد قد يكون واحدًا من أجمل جوانب دور الأجداد، لكن المشكلة تظهر حين يتجاهلون ما يطلبه الوالدان. في النهاية، الجميع يريد تربية أطفال سعداء وبصحة جيدة".
من جانبها، ترى مختصة العلاج الأسري ميشيل تانغمان أن التطابق الكامل بين أسلوب الوالدين والأجداد غير واقعي. وتضيف: "الاختلافات البسيطة طبيعية، لكن على الوالدين توضيح ما هو مهم فعلًا في تربيتهم".
لماذا يتساهل الأجداد؟
يشير الخبراء إلى أن الأجداد قد يكونون أكثر هدوءًا لأنهم لا يعيشون الإرهاق اليومي المصاحب لتربية الأطفال على مدار الساعة، ما يمنحهم منظورًا أكثر مرونة تجاه بعض التصرفات.
ويقول الخبراء، إن الأجداد أكثر تساهلًا مع الأبناء لأنه وبعد سنوات من التجربة، يصبح لديهم فهم أوضح بأن معظم "الكوارث الصغيرة" ليست مهمة كما كانوا يعتقدون، كما أن الأطفال يكبرون ويتغيرون بسرعة كبيرة.
ومع انتشار النقاش على منصات التواصل، بات الفيديو مثالًا يعكس التحدّي الذي يواجهه الكثير من الأهالي: الاستفادة من دعم الأجداد دون أن يختلّ نظام التربية، وفي الوقت نفسه الحفاظ على العلاقة المميزة بين الجيلين.