الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
يحرص السياح العرب القادمين بكثرة من المشرق والمغرب إلى إسطنبول على التقاط صورة ليلية شهيرة في المدينة، تظهر جسرها الذي يربط ضفتي مضيق البوسفور، مضاءً بالأحمر أو الأزرق في منطقة "أورتاكوي".
باتت تلك الصورة، بتفاصيلها المتعددة وغزوها لمواقع التواصل الاجتماعي في الحسابات الشخصية والسياحية، أشبه بختم معنوي على غرار ختم الدخول والخروج على جواز السفر في المطارات.
في منطقة "أورتاكوي" المطلة على البوسفور، أصبح التقاط صورة هناك، سواء في الليل أو النهار، تجربة سياحية لا تكتمل رحلة إسطنبول دونها، رغم تعدد الوجهات في المدينة الواسعة، بقسميها القديم والحديث، وجانبيها الآسيوي والأوروبي.
يزور السياح "أورتاكوي" على خطى بعضهم البعض، ويخلدون تلك الزيارة بمجموعة صور للجسر المرتفع، بينما يمتد رأس صخري في المضيق حاملاً مسجدًا تاريخيًا تطل نوافذه على المياه مباشرة.
ومع الوقوف الطويل لالتقاط الصور في زحمة الناس هناك، وغالبيتهم من السياح العرب المتواجدين بكثرة، تبدأ الاستراحة بجلسة على مقاعد مطلة على البوسفور، الذي تعبره سفن سياحية وبواخر شحن وعبارات نقل ركاب على مدار الساعة.
وتنتظر المطاعم والمقاهي، على بعد أمتار وبإطلالة على البوسفور أيضًا، قدوم السياح لقضاء استراحة أطول هذه المرة، ويسهم في نجاحها تواجد عدد كبير من المترجمين العرب الذين أصبح وجودهم جزءًا من هوية المكان.
في أحد هذه المطاعم، يقدم مترجم مصري الجنسية تسهيلات التواصل مع عمال المطعم التركي، لمساعدة السياح العرب على طلب الجلوس على طاولة تتيح لهم تناول الطعام ومشاهدة البوسفور في آن واحد.
وفي المطعم المجاور، تنهمك عائلة خليجية، كما يبدو من زي أفرادها، في اختيار وجبات الطعام التركية وتجربة المطبخ المحلي المتنوع، ويساعدهم نادل سوري على إنجاح تلك التجربة.
وفي المقابل، تتوقف عائلة عراقية بانتظار انتهاء شابة عربية من التقاط صورها في المكان، ليواصلوا مرورهم في المنطقة المزدحمة دون أن يظهروا في خلفية صورتها التي يهيمن عليها الجسر والمسجد.
وفي جانب خلفي من "أورتاكوي"، يتاح للزوار تجربة وجبة "الكومبير" التركية الشهيرة رغم بساطتها، وقد اصطفت المطاعم التي تقدمها بشكل منظم؛ ما يمنع الازدحام ويوفر منافسة عادلة في شارع بات بدوره معلماً في المكان.
بطاطا مشوية ومحشوة بالجبنة والزبدة وكثير من المخللات، هي كل تلك الوجبة التي تكاد تكون ختماً آخر يحرص زوار "أورتاكوي" على الحصول عليه في زيارة إسطنبول.
وقد تبدو "أورتاكوي" مكاناً ضيقاً من ناحية المساحة ومحدود النشاطات السياحية، سيما غياب المتاجر ومراكز التسوق عنها أو النشاطات الترفيهية، لكنها تظل وجهة مفضلة في النهار والليل وعلى مدار العام، بما في ذلك فصل الشتاء.
وجبة "كومبير" المحمولة باليد، وجلسة على مقعد خشبي مقابل البوسفور الذي تعبره البواخر والنوارس، وانتظار غروب الشمس في الجانب الأوروبي بعد شروقها من الجانب الآسيوي، تحمل الكثير من المعاني لعشاق إسطنبول.