في خطوة تُمزج فيها الرمزية الملكية بالتصميم المعماري المعاصر، أعلنت لجنة النصب التذكاري للملكة إليزابيث الثانية اختيار المهندس المعماري البريطاني نورمان فوستر لتصميم نصب تذكاري للملكة الراحلة، في قلب العاصمة البريطانية لندن.
فوستر، البالغ من العمر 90 عاماً، والمصنّف كأحد رموز العمارة الحديثة "العالية التقنية"، أعرب عن اعتزازه بهذا التكليف، واصفاً المشروع بأنه "دعوة للتأمل في إرث ملكة واجهت التحولات الكبرى بروح ثابتة وهادئة".
وأضاف أن التصميم يهدف إلى "استحضار القوة الموحِّدة" التي جسدتها الملكة طيلة سبعة عقود من الحكم.
وسيُقام النصب في حديقة سانت جيمس، بمحاذاة قصر باكنغهام، حيث سيشمل تمثالاً لإليزابيث الثانية على ظهر جواد، وآخر يجمعها بزوجها الأمير فيليب، إلى جانب جسر زجاجي شفاف مُستوحى من التاج الذي ارتدته يوم زفافها عام 1947.
ويُشكّل المشروع أيضاً فرصة لإعادة تصميم المساحات الخضراء المحيطة، بالتعاون مع مهندس المناظر الطبيعية الفرنسي ميشال ديسفين.
كما يتضمن العمل منحوتة مذهبة للفنان ينكا شونيبار، إضافة إلى تمثال رئيسي يُنصب قرب بوابة مارلبورو، على مقربة من جادة "ذي مول" التي تشهد مرور المواكب الملكية في المناسبات الوطنية.
الملكة إليزابيث الثانية توفيت في 8 أيلول/سبتمبر 2022 عن عمر ناهز 96 عاماً، بعد أن أصبحت أطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش.
وسيُنجز التصميم النهائي للنصب في عام 2026، بالتزامن مع الذكرى المئوية لميلادها.
ورغم أن الملك تشارلز الثالث اطّلع على التصاميم المقدمة، إلا أنه لم يكن عضواً في لجنة التحكيم، في إشارة إلى حياد العملية.
يُذكر أن فوستر كان قد انتقد علناً، إلى جانب عدد من زملائه، تدخلات تشارلز في مشاريع معمارية عندما كان أميراً لويلز عام 2009.