بينما يحظى أصحاب الشخصية "A" بالكثير من الاهتمام، يرى الاختصاصيون أنّ هناك الكثير مما يمكن تعلّمه من النوع الآخر، الأقل شهرة، والأكثر هدوءاً.
وغالباً ما يُنظر إلى الأشخاص من النمط "A" على أنهم منظمون، طموحون، ويعيشون تحت ضغط دائم، ما يجعلهم محبوبين في بيئات العمل والدراسة، بحسب الاختصاصية في العلاقات الأسرية والزواج إيما شاندي أنواي، التي قالت: "شخصية A هي التي تحصل على كل الضوضاء، نحن نحب ثقافياً هذا النوع من الناس".
لكن على الضفة الأخرى، يقف أصحاب الشخصية "B"، أولئك الذين يعيشون بنهج أكثر استرخاءً ومرونة، ويملكون صفات تستحق التقدير، بل ويمكن أن يستفيد منها أصحاب الشخصية "A".
فما أبرز سمات الشخصية "B"؟
تشرح آنا لاو، وهي ممرضة نفسية في Lavender Psychiatry، أن هؤلاء الأشخاص لا يشعرون غالباً بضغط المواعيد، لذا هم عرضة للتسويف، لكن ذلك لا يعني أنهم لا ينجزون، بل ربما يؤدّون المهام وفق إيقاع مختلف.
كما يُظهرون مرونة عالية أمام تغيّر الخطط، فإذا أُلغي موعد أو تبدّل نشاط فجأة، فهم لا يغضبون، بل يتعاملون معه بسلاسة.
تقول أنواي: "لو أمطرت في أثناء نزهة مع الأصدقاء، فإن صاحب الشخصية B سيكتفي بهز كتفيه ويبحث عن بديل، بينما قد يدخل النوع A في دوامة من التوتر".
وفي المواقف الجماعية، يفضّل الشخص "B" التوافق الجماعي على فرض رأيه، بعكس النوع "A" الذي يميل إلى التشبّث برأيه.
وغالباً ما يكون أصحاب هذه الشخصية أقل توتراً في العمل، وأكثر رضا عن حياتهم، كما تشير لاو، مضيفة أنهم يتعاملون مع الضغط بطريقة لا تؤدي إلى القلق أو الإرهاق.
ولا يعتمد شعورهم بالرضا على كثرة الإنجازات، بل ينبع من شعور داخلي بالاكتفاء الذاتي، كما تقول أنواي: "هؤلاء الأشخاص لا يحتاجون إلى قائمة نجاحات طويلة ليشعروا بأن حياتهم ذات قيمة".
ومن المهم التذكير بأن الصفات الشخصية تقع على طيف، ولا أحد ينتمي بالكامل إلى نوع واحد. إذ إن الشخص قد يكون من النوع "A" في العمل، و"B" في البيت مثلاً.
وترى لاو أنّ التعرّف على نوع شخصيتك يتيح لك تبنّي بعض عادات النوع الآخر لتحسين حياتك، سواء كنت من النوع A أو B.