أصبحت مدينة كولهابور الهندية في دائرة الضوء العالمي، بعد أن اتهم الآلاف من حرفييها المحليين المتخصصين في صناعة الأحذية الجلدية التقليدية دار الأزياء الإيطالية الفاخرة "برادا" بسرقة تصميماتهم دون الإشارة إلى أصولها الثقافية.
وفي ورشته المتواضعة، يعمل الحرفي ساداشيف ساناكي، البالغ من العمر 58 عامًا، على صناعة صنادل "كولهابوري" يدويًا، وهي حرفة تعلمها منذ طفولته.
ويقول لـ"BBC" إن إنتاج ثمانية إلى عشرة أزواج يوميًا يتطلب جهدًا كبيرًا، فيما تُباع الواحدة منها مقابل 8 إلى 10 دولارات فقط.
ويواجه هذا القطاع الحرفي، الذي لا يزال يضم نحو 5000 عامل، تحديات كبيرة بسبب الأجور المتدنية وظروف العمل الصعبة والمنافسة من المنتجات الآلية.
لكن الغضب انفجر حين لاحظ الحرفيون أن تصميمات "برادا" الجديدة للأحذية تشبه إلى حد كبير صنادل كولهابور التقليدية، دون أي إشارة إلى مصدر الإلهام.
وسرعان ما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي باتهامات بالاستيلاء الثقافي، ما دفع "برادا" لإصدار بيان يعترف بأصول التصميم.
ساناكي، الذي لم يكن يعلم سابقًا بخط "برادا"، ذُهل حين علم بأن الأحذية قد تُباع بمئات الجنيهات الإسترلينية، ورد مازحًا: "هل هي مصنوعة من الذهب؟".
ومع تصاعد الضغوط، بدأت جمعيات الصناعة والساسة المحليون بالمطالبة باعتراف دولي أوسع بالحرفة وتراثها الثقافي.
ويقول خبراء الصناعة إن الجدل يسلط الضوء على الحاجة إلى إطار مؤسسي أفضل لحماية حقوق الحرفيين.
وفي عام 2019، منحت الحكومة الهندية صنادل كولهابوري علامة المؤشر الجغرافي (GI) وهي علامة الأصالة التي تحمي اسمها وتصميمها داخل الهند، وتمنع الاستخدام غير المصرح به من قبل الغرباء.
لكن على المستوى العالمي، لا يوجد قانون ملزم يمنع البلدان أو العلامات التجارية الأخرى من التقليد الجمالي.