في حادثة لا تخلو من الطرافة، ألقت الشرطة الهندية القبض على سائح أمريكي شاب بعد أن أبحر خلسةً إلى جزيرة نورث سنتينل المحظورة، وترك خلفه ما اعتبره "هدية حضارية" لأكثر قبيلة انعزالية في العالم؛ علبة كوكاكولا وجوزة هند.
السائح، ويُدعى ميخائيلو فيكتوروفيتش بولياكوف (24 عامًا)، كان يحاول فيما يبدو "التواصل الثقافي"، لكنه كاد – بحسب خبراء – أن يعرض القبيلة كلها لخطر الانقراض البيولوجي، بحسب ما أوردته "الديلي ميل".
ولم يدخل بولياكوف الجزيرة خلسة فقط، بل خطط لرحلته بدقة شديدة، مستخدمًا قاربًا مطاطيًّا ونظام GPS، ووصل إلى الجزيرة فجر السبت الماضي، بعد رحلة امتدت 25 ميلاً بحريًّا.
أمضى ساعة كاملة ينفخ في صافرة على أمل أن يرد عليه أحد من السكان الأصليين، ثم نزل لعدة دقائق، صوّر فيديو، جمع عينات، وترك "القربان".." علبة كوكاكولا وجوز هند".
وقبيلة سنتينليز، التي يُعتقد أنها عاشت في عزلة تامة لأكثر من 55 ألف عام، تُعرف بعدائيتها تجاه الغرباء. ويُمنع أي اقتراب منها قانونيًّا لحمايتها من الأمراض الحديثة التي قد تُفنيها؛ بسبب ضعف مناعتها المكتسبة.
وقد وصف خبراء في حقوق السكان الأصليين، من بينهم كارولين بيرس من منظمة "سيرفايفال إنترناشونال"، تصرف السائح بأنه "متهور، غبي، وخطير على حياة الآخرين".
وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها شخص الوصول إلى الجزيرة المحظورة.
ففي عام 2018، قُتل المبشر الأمريكي جون تشاو على يد أبناء القبيلة بعدما حاول تقديم إنجيل إليهم.
واليوم، تكررت المحاولة، لكن بـ"علبة كوكاكولا بدلًا من الأناجيل".
أُلقي القبض على بولياكوف فور عودته إلى الشاطئ بعد أن لاحظه الصيادون المحليون.
وتمت مصادرة قاربه وكاميرته، وأبلغت السلطات الأمريكية باعتقاله.