رئيس الوزراء الياباني: سأواصل الاضطلاع بمهام المنصب لحين انتخاب زعيم جديد
عثر فريق من العلماء الألمان بالصدفة على أحد أندر المعادن على وجه الأرض، مخبأ في صندوق قديم داخل قبو تابع لمكتب ولاية بافاريا للبيئة، في اكتشاف وصفوه بـ"ضربة حظ علمية".
البداية جاءت خلال مشروع رقمنة أرشيف جيولوجي ضخم يحتوي على أكثر من 13 ألف عينة صخرية جُمعت خلال 250 عاماً. وبينما كان الباحثون يمشطون الأدراج القديمة، عثروا على صندوق يحمل تسمية "أوكساليت".
وبدا الصندوق عادياً في الظاهر، لكن محتواه كان استثنائياً: ست كتل صفراء من معدن نادر يُدعى "هومبولتين" (Humboldtine)، لم يُعثر عليه من قبل سوى في 30 موقعاً فقط حول العالم.
ويرأس الفريق رولاند إيخهورن، اختصاصي الجيولوجيا ومدير القسم الجيولوجي في المكتب، الذي صرّح بأن "الهومبولتين" ليس مجرد معدن نادر، بل مزيج فريد بين الجماد والحياة، إذ يحتوي على عناصر عضوية مثل الكربون والأكسجين والماء، لكنها ترتبط فيه بذرات الحديد بطريقة غير مألوفة.
ويُعتبر هذا المعدن ظاهرة جيولوجية غريبة، لا يتشكل إلا في بيئات خاصة جداً، حين تتفاعل الصخور الغنية بالحديد مع أحماض في ظروف رطبة. ما جعل اكتشافه داخل منجم فحم بني مهجور يُثير مزيداً من الدهشة، لأن بيئة الفحم البني، المعروفة بفقرها الجيولوجي، لا تُعتبر مناسبة لتشكل معادن كهذه.
اللافت أن الخيط الأول الذي قاد إلى الاكتشاف كان عبارة عن ملاحظة مكتوبة تعود لعام 1949 من صاحب منجم "ماتياس" بالقرب من شفاندورف، تشير إلى وجود الهومبولتين في منجمه. وبالتحقق من الأمر، تبيّن أن العينات لم تُسجل رسمياً ضمن فهارس الأرشيف، ما زاد من غموض القصة.
وللأسف، فإن منجم "ماتياس" الذي أُغلق عام 1966 وغمرته المياه لاحقاً، لم يعد من الممكن دراسته ميدانياً، مما يجعل هذه الكتل الست تمثل واحدة من أثمن الاكتشافات المعدنية في السنوات الأخيرة، ليس فقط لقيمتها النادرة، بل لما تثيره من أسئلة علمية حول آليات تشكلها في بيئات غير متوقعة.