بوتين: أي قوات غربية في أوكرانيا ستكون هدفا للجيش الروسي
هي واحدة من أجمل بقاع العالم التي تحتوي على روائع الحضارة الرومانية خارج روما أو إيطاليا عموما، حتى إن البعض أطلق عليها "روما إفريقيا" أو "عاصمة الرومان" الإفريقية.
إنها مدينة "لبدة الكبرى" التي تقع غرب ليبيا ، وهي مرفأ على ساحل البحر المتوسط، فاجتمعت بها عظمة التاريخ وعبقرية الموقع الجغرافي وسحر الآثار التي تذهل زائريها على مر القرون.
تأسست على يد الفينيقيين قبل الميلاد بنحو ألف عام، ثم دخلت ضمن نطاق الإمبراطورية الرومانية في عام 42 قبل الميلاد، إذ اكتسبت هويتها المميزة وشخصيتها الفريدة على مر الزمان.
يجمع المؤرخون على أنها أجمل مدينة رومانية في شمال إفريقيا قاطبة، نظرا لما احتوته من مضمار لسباقات الخيل ومسارح وحمامات شعبية وأقواس للنصر، لا يزال بعضها يحتفظ بعبقرية إبداعه الأولى.
ولم يكن غريبا أن تدرجها هيئة اليونسكو، التابعة للأمم المتحدة، ضمن "قائمة التراث العالمي" الذي ينبغي الحفاظ عليه والاعتناء به وذلك في العام 1982.
وتدين المدينة بمجدها التليد إلى الإمبراطور سبيتيموس سيفيروس الذي وُلد على أرضها وتولى حكم الإمبراطورية في الفترة من 193 حتى 211 بعد الميلاد، إذ أخذ على عاتقه توسيع مساحتها وأن يجعلها نموذجا مصغرا لعظمة وأمجاد الحضارة الرومانية.
وتكاد تجمع المصادر التاريخية أن اسم "لبدة الكبرى" الحالي يعود إلى سلسلة من التعديلات والتحويرات في الاسم الأصلي الذي صكه الفينيقيون وهو "لبقي".
تطور الاسم على يد اليونانيين لاحقا إلى "لبشس" ثم "لبتس"، ليصبح خفيفا على اللسان وأكثر سلاسة في النطق.
وعلى يد الرومان، تحول الاسم مجددا إلى "لبتس ماجنا"أي "لبتس الكبرى" أو "لبتس العظمى"، تمييزا لها عن مدينة تحمل الاسم نفسه في تونس وإن كانت أصغر حجما، ثم تحولت "لبتس" إلى "لبدة" بمرور الزمن.
ويعد شاطىء البحر برونقه الساحلي البديع ملمحا أخاذا لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن المكان، فضلا عن الساحات الرياضية والمسارح وأقواس النصر.