رأى تقرير لصحيفة "إندبندنت" أن ماي ماسك، والدة الملياردير إيلون ماسك، تحمل مفتاح آراء ابنها "اليمينية المظلمة".
وبيّنت أنه على الرغم من أن ماي، البالغة من العمر 76 عامًا، تبدو ظاهريًا سيدة عجوزا فاتنة وعارضة أزياء لا تحب شيئًا أكثر من تناول الغداء مع نساء أذكياء أخريات، فإنه عند التعمق قليلاً ستجد آثارًا لتاريخ عائلي "مشؤوم" يتضمن الترويج للفصل العنصري ونهاية الديمقراطية.
وأضافت أنه منذ أن أصبح ابنها "الصديق الأول" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، احتضنت ماي الأضواء بطريقة مختلفة تمامًا، فقد وصفت نفسها بأنها ديمقراطية سابقة إلى أن قررت أن حكومة جو بايدن كانت، على حد تعبيرها، "غير شريفة وخبيثة".
وذكرت الصحيفة أن ماي الآن، مثل إيلون تمامًا، من أشد مؤيدي ترامب، وتستخدم منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بابنها "إكس" لتشجيعه.
وأكدت أنه من المستحيل الخوض في تاريخ عائلة ماي دون العثور على مخطط للمسار اليميني المتطرف المتزايد، الذي يسلكه إيلون، الذي يشغل الآن منصب رئيس إدارة الكفاءة الحكومية الأمريكية غير الرسمية.
وبيّنت الصحيفة أن والد ماي، جوشوا هالدمان، كان يتبنى آراء نظرية التفوق الأبيض والمؤامرة، التي اعتنقها علنًا، مضيفة أنه على الرغم من أنه توفي عندما كان حفيده "إيلون" مجرد طفل صغير، فإنه يمكن العثور على أصداء مروعة لمعتقداته في عدد من أنشطة "إيلون" الأخيرة.
ونوهت بأن والد ماي نشأ في مزرعة في كندا وعمل راعي بقر ومؤدي مسابقات رعاة البقر ومعالجًا لتقويم العظام قبل أن يصبح رئيسًا للمجلس الوطني لحزب الائتمان الاجتماعي.
وفي حين كان أول زعيم للحركة الشعبوية المحافظة معاديًا للسامية وتحدث عن "انحراف المثل الثقافية" بسبب وجود "عدد غير متناسب من اليهود" في السلطة، ترأس هالدمان الفرع الكندي لحركة التكنوقراط، التي كانت مبنية على المبدأ المناهض للديمقراطية القائل بأن الحكومات يجب أن يديرها تكنوقراط غير منتخبين وليس سياسيين.
وفي مقال نشر في مجلة "ذي أتلانتيك"، كشف جوشوا بنتون، مدير مختبر نيمان في جامعة هارفارد، أخيراً عن اعتقاد هالدمان بأن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا كان مقدراً له أن يقود "الحضارة المسيحية البيضاء" في معركتها ضد "المؤامرة الدولية" للمصرفيين اليهود و"جحافل الملونين" الذين يسيطرون عليهم.
وقال هالدمان لصحيفة جنوب أفريقية بعد وصوله: "بدلاً من موقف الحكومة الذي أبعدني عن جنوب أفريقيا، كان له تأثير عكسي تماماً، فقد شجعني على المجيء والاستقرار هنا".
وفي مناسبة أخرى، قال إن الأفارقة السود "بدائيون للغاية ويجب ألا يؤخذوا على محمل الجد".
ولفتت الصحيفة إلى أن إيلون ووالدته، التي طلقها والده في عام 1979، قريبان بشكل استثنائي، فقد أشاد إيلون بماي عاطفيًا في أكتوبر الماضي قائلاً: "لقد كانت أكبر داعم لي منذ اليوم الأول، بغض النظر عن مدى جنون أفكاري".
وزادت الصحيفة أن ماي ترى أن ابنها يصبح بالضبط ما أراد والدها رؤيته؛ "خبير" غير منتخب في قلب الحكومة، يتخذ قرارات من شأنها أن تؤثر في حياة الملايين.
وفي ابنها، أصبحت رؤية والدها المناهضة للديمقراطية، للطريقة التي ينبغي أن يُدار بها العالم، حقيقة واقعة، وعلى الرغم من أن إيلون ووالده غير مسؤولين عن آراء هالدمان، ولكن مع انحرافهما نحو اليمين، تتردد أصداء طفولة ماي بصوت أعلى من أي وقت مضى.
