رحلت الملكة إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96 عاماً بعد مسيرة امتدّت لأكثر من سبعة عقود على العرش، لكن كلماتها الأخيرة وما تمنّته قبل وفاتها يكشف جانباً إنسانياً ظلّ بعيداً عن الأضواء.
بحسب كبير الخدم السابق لدى العائلة المالكة بول بريل، أبلغ الأطباء الملكة في عام 2021 بإصابتها بسرطان نخاع العظم، مع تحذير قاسٍ بأنّها قد لا تعيش حتى أعياد الميلاد.
جاء هذا الخبر بعد أسابيع من فقدان زوجها الأمير فيليب، شريك حياتها على مدى 73 عاماً.
وردّها الأول كان جملة مقتضبة حملت مرارة الموقف: "حسناً، هذا مخزٍ". لكن الملكة لم تُخفِ أمنيتها بأن تعيش لتشهد اليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش في العام التالي.
وفق رواية بريل، خاطبت الملكة أطبّاءها قائلة: "هل يمكنكم إبقائي على قيد الحياة حتى ذلك الحين؟".
ومنذ تلك اللحظة التزمت بتعليماتهم بدقة لافتة، فتخلّت عن مشروباتها الكحولية المفضلة، واكتفت بعصائر بسيطة، كما خضعت لعمليات نقل دم ساعدتها على مقاومة المرض وإطالة عمرها.
إرادتها الصلبة مكّنتها من حضور احتفالات اليوبيل البلاتيني في صيف 2022، حيث ظهرت أمام شعبها رغم معرفتها أنّها تعيش فصلها الأخير.
حتى العاملون في القصر لم يكونوا على دراية كاملة بتفاصيل مرضها، بعدما أصرّت على إبقائه طي الكتمان.
وفي سبتمبر من العام نفسه، أسدل الستار على حياة الملكة في مقرّها المفضّل بـ بالمورال، لتطوي معها صفحة استثنائية في تاريخ بريطانيا الحديث، تاركة خلفها صورة حاكمة واجهت المرض بصبر، وتمسّكت بالحياة حتى آخر لحظة من أجل أمنية واحدة.