logo
منوعات

علاقة غريبة بين التغيرات المناخية والأفكار الانتحارية

علاقة غريبة بين التغيرات المناخية والأفكار الانتحارية
تعبيرية المصدر: iStock
05 أغسطس 2025، 6:54 ص

أثبت العلم الحديث أن تغيرات المناخ وتقلبات الطقس تعتبر من أخطر التهديدات لصحة البشر في القرن الحادي والعشرين، كما تبين أن ظروف الطقس المتطرف مثل الحرارة الشديدة والأعاصير الاستوائية والأمطار الغزيرة والفيضانات وحرائق الغابات والجفاف يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية للإنسان، وأن الأشخاص الذين يعيشون في أحياء فقيرة أو مناطق ريفية بدائية هم على الأرجح الأكثر تضررا من الصدمات المناخية لاسيما وأن الكثيرين منهم لا يحصلون على كفايتهم من المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية.

ويقول الباحث سيبريان موستيرت أخصائي علم النفس وخبير اقتصاديات الصحة بجامعات دبلن وترينتي في أيرلندا، إن كثيرا من الدراسات التي تناولت العلاقة بين التغيرات المناخية وتدهور الصحة العقلية  أجريت خارج قارة أفريقيا، مؤكدا على ضرورة إجراء أبحاث لتعزيز الفهم لهذه المشكلة من واقع المجتمعات الأفريقية التي تشهد صدمات وتغيرات مناخية ضخمة.

وأجرى الباحث موستيرت دراسة حديثة مع زملاء من معهد أبحاث المخ والعقل التابع لجماعة أغاخان الباكستانية تناولت تأثير صدمات تغير المناخ على أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية. وتركزت الدراسة على منطقة كيليفي الساحلية، وهي من أفقر المناطق السكنية في كينيا، وقد شهدت هذه المنطقة خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2022 موجات من الجفاف والطقس الحار وتراجع معدلات الأمطار، كما شهدت عام 2024 فيضانات تسببت في معاناة بالغة لسكان المنطقة.

أخبار ذات علاقة

الامتحانات الوزاية في العراق

السادس الإعدادي في العراق.. "موسم التفوق والانتحار"

تأثير التغيرات المناخية على صحة النساء

وأوضح موستيرت في مقال نشره الموقع الإلكتروني The Conversation المتخصص في الأبحاث العلمية أن الدراسة الجديدة تركزت على فئتين وهما النساء في المناطق العشوائية التي تفتقر إلى المياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي، والنساء في مناطق ريفية توجد بها مياه نظيفة واحتياجات الحياة الأساسية، وكان الهدف من هذا الاختيار هو دراسة تأثير التغيرات المناخية على الصحة العقلية في سياقات اجتماعية واقتصادية مختلفة، وقد تم التركيز على المرأة في الدراسة بسبب تعذر إشراك عينات من الرجال في التجربة في ضوء طبيعة الحياة في المنطقة التي ينشغل فيها الرجل بالعمل وتلبية متطلبات الحياة على مدار اليوم.

ووجد الباحثون أن موجات الحرارة تؤدي إلى زيادة بنسبة 14.9% في الافكار الانتحارية، وأن الجفاف يؤدي لزيادة هذه الأفكار بنسبة 36.7 بالمئة، وهو ما يشير إلى أن الضغوط الناجمة عن طبيعة الجفاف التي تبعث على التوتر تثير شعورا بفقدان الأمل لدى الفرد.

وكشفت الدراسة أيضا أن انخفاض معدلات الأمطار يزيد الأفكار الانتحارية بنسبة 28.7%؛ لأنه يشكل عبئا نفسيا بسبب تأثيره على فرص العيش في المستقبل. وأظهرت الدراسة ان الآثار التراكمية لتغير المناخ عندما تقترن بارتفاع أسعار الغذاء تؤدي إلى زيادة بنسبة 48.3% في الأفكار الانتحارية، لاسيما بين النساء الريفيات في المناطق العشوائية.

وتوصلت الدراسة أيضا إلى وجود صلات قوية بين ما أطلق عليه اسم الصدمات المناخية والصحة العقلية لدى المشاركات في التجربة لاسيما في المناطق المهمشة، حيث رصد الباحثون زيادة في أعراض  الاكتئاب بنسبة 8ر10 % لدى النساء من سكان المناطق العشوائية مقارنة بنظيراتهن من سكان المناطق الريفية المستقرة، وتبين أن الأزمات النفسية قد تتطور في بعض الأحيان لدرجة الوصول إلى الأفكار الانتحارية في تلك المجتمعات السكنية الفقيرة.

ويشير الباحث موستيرت إلى التداخل بين التوترات التي تنشأ لدى المرأة لأسباب اقتصادية وبيئية، ويقول إن الصحة النفسية لهؤلاء النساء كثيرا ما تتعرض لصدمات نفسية بسبب الصعوبات الاقتصادية أو الضغوط الاجتماعية وغيرهما من الأسباب؛ ما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على استقرار الأسرة بشكل عام، حيث إنه عندما تتعرض النساء للضغوط النفسية والقلق والتوتر، فإن ذلك يؤثر بدوره على وحدة الأسرة وكذلك على صحة أفرادها وقدرتهم على كسب الرزق.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC