يُوصَف معبر الرمثا شمالي الأردن المحاذي لسوريا، بأنه شريان النقل والتجارة الحيوي بين البلدين، إذ يربطهما بدول الخليج العربي من جهة الأردن، وأوروبا من جهة سوريا، لكنه مغلق منذ اندلاع الأزمة السورية العام 2011، واكتفى الجانبان بفتح معبر جابر الحدودي الذي يربط مدينة المفرق الأردنية بمحافظة درعا السورية.
وتوقّف العمل في معبر الرمثا بسبب تناوب السيطرة عليه بين قوات النظام السوري والجماعات والميليشيات المسلحة، وقد تسبّب الصراع في تدمير أجزاء كبيرة منه، ما جعله غير آمن لحركة السفر والشحن.
وفي حديث لـ "إرم نيوز"، طالب رئيس لجنة الاقتصاد في البرلمان الأردني خالد أبو حسان بإعادة فتح معبر الرمثا، قائلاً إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، يعني أننا أمام مرحلة من تعافي الاقتصاد السوري، وبدء مرحلة إعادة الإعمار لاحقًا، مؤكّدًا أن الأردن قادر على التعاون في هذا الملف بما يحقق مصلحة مشتركة مع سوريا.
وقال أبو حسان، المنحدر من مدينة الرمثا، إن معبر الرمثا هو شريان حيوي يصل بين البلدين، والعمل على إعادة فتحه أصبح ضرورة، وسيسهم في تسهيل مرور البضائع المتجهة من الأردن إلى سوريا، بما ينعكس على نمو اقتصادي متبادل عبر انسياب حركة البضائع والتجار بين الجانبين.
وأوضح أن تفعيل خط نقل السكك الحديدية بين البلدين، وإقامة مطار شحن وميناء بري في المنطقة، أمر مهم في ظل الحديث عن إعادة إعمار مرتقبة، لافتًا إلى أن حركة النقل والسياحة المتبادلة والتجارة كانت تاريخيًا نشطة من خلال معبر الرمثا.
ويتفق المحلل الاقتصادي عوني الداوود مع مطالب أبو حسان، قائلاً إن فكرة إعادة فتح معبر الرمثا قيد الدراسة على ما يبدو من قبل الجهات المعنية في كلا البلدين، خاصة في ظل تقارب سياسي واضح، يعبّر فيه الأردن عن دعم كبير للإدارة السورية الجديدة لتثبيت حكمها، والشروع بعملية سياسية ممثّلة لكل مكونات الشعب السوري.
وقال الداوود لـ"إرم نيوز": إن المستوى المرتفع من التنسيق السياسي الأردني السوري لا بد أن ينعكس على أرض الواقع بتعاون اقتصادي وثيق، وإعادة فتح معبر الرمثا تعني انطلاقة قوية ستترك آثارًا كبيرة على تعافي الاقتصاد السوري من جهة، ونمو الاقتصاد الأردني من جهة أخرى.
وأضاف أن الأردن أعلن، بعد أسبوعين من سقوط نظام الأسد في سوريا، استئناف العمل في معبر جابر الحدودي، بينما لا يزال معبر الرمثا مغلقًا، مشيرًا إلى أن القرار أسهم بعودة حركة مرور الشاحنات والبضائع والمسافرين، وفي حال أُعيد فتح معبر الرمثا، سنشهد نقلة نوعية اقتصادية ذات أثر كبير على البلدين، خاصة بعد إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن، خلال زيارته إلى السعودية قبل أيام، عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ما يُمهّد لتطبيع علاقات دمشق مع الغرب. كما أن انتهاء العمل بـ"قانون قيصر" الأمريكي ضد سوريا يفتح الباب أمام عودة اللاجئين السوريين، ويُتيح فرص الاستثمارات الخارجية في بلد يسعى إلى حشد دعم دولي لإعادة الإعمار.
وأعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، من تركيا قبل أيام، عن اجتماعات مرتقبة ستجمع الحكومة الأردنية والسورية في دمشق، ما يتوقع معه مراقبون أن تكون مسألة فتح معبر الرمثا على جدول الأعمال.
وكان الأردن قد استضاف، في التاسع من آذار/مارس الماضي، اجتماعًا خماسيًا لدول جوار سوريا، بمشاركة وزراء الخارجية وقادة الجيش والمخابرات في كل من الأردن وسوريا وتركيا ولبنان والعراق، وصدر عنه بيان من 11 بندًا يؤكد الوقوف إلى جانب سوريا في عملية إعادة البناء السياسي والاقتصادي.
وفي الثاني عشر من أيار/مايو الجاري، اجتمع في أنقرة وزراء خارجية الأردن وتركيا وسوريا، وتصدّرت المباحثات مسألة توغل إسرائيل وهجماتها في سوريا، إلى جانب محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
يُذكر أن للأردن حدودًا برية مع سوريا تمتد لمسافة 375 كيلومترًا، وتقول عَمَّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع العام 2011.