قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، اليوم السبت، إن بلاده لا تقبل وصاية، ولا ترضى بأن تكون ساحة لصراعات الآخرين، مشيرا إلى أن سوريا تواجه أطرافا لا يعنيها أمن المواطنين ومستقبلهم.
وأضاف الشيباني الذي ترأس وفد سوريا إلى القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد أن "أي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية، أو تقسيمها تحت أي ذريعة كانت، مشروع مدان ومرفوض رفضاً قاطعاً من الدولة والشعب السوري بكل مكوناته".
وأشار إلى أن بلاده تريد "علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل"، متابعا: "نحمل المحبة لكل دولة عربية، ونثمن كل خطوة عربية ساهمت في كسر العزلة ورفع العقوبات، سوريا القوية والمستقرة ركيزة الأمن العربي".
وتابع أنّ "سوريا تدفع ثمناً باهظاً نتيجة تدخلات خارجية وصراعات داخلية، فهي تواجه أطرافاً لا يعنيها أمن السوريين ولا مستقبلهم، بل تعمل على توظيف المأساة السورية لخدمة مشاريعها الخاصة" بحسب تعبيره.
وأكد أن بلاده "تواجه تحديات عدة تتمثل ببقايا تنظيم داعش، والتي تحاول قوى خارجية استخدامها كأداة للابتزاز السياسي والضغط الأمني، إضافة إلى ما يحاك في الخفاء لتفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة، عبر دعم تشكيلات انفصالية، لجر البلاد إلى صراع أهلي طويل الأمد".
وبين أن "التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في جنوب سوريا خرق صارخ للقانون الدولي ولأبسط مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي، ونؤكد التزامنا باتفاقية فصل القوات لعام 1974، التي تضمن الحد الأدنى لاستقرار تلك المنطقة الحساسة".
وشدد على أن "الحفاظ على أمن جنوب سوريا جزء لا يتجزأ من أمن سوريا ووحدة أراضيها، واستمرار الاعتداءات يهدد مساعي التهدئة، ويفتح الباب لمزيد من الفوضى في المنطقة".
ولفت إلى تطلع بلاده إلى موقف عربي موحد ودور فعال لدعم حق سوريا في استعادة سيادتها الكاملة على كل أراضيها.
وأضاف: "كانت سوريا وستبقى جزءاً من قلب الأمة، واليوم تمد يدها إليكم من منطلق الشراكة والمسؤولية لبناء مستقبل يليق بتاريخنا ويحقق طموحات شعوبنا، نحن لا نملك ترف الانتظار والانشغال بالخلافات على حساب حاضر شعوبنا ومستقبل أجيالنا".
وقال الوزير السوري إن "نداء غزة الجريحة المحاصرة المنكوبة نسمعه بين ضلوعنا ونراه في عيون أطفالنا، آن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام وأن تحيا شعوبنا بالكرامة، وأن تعود البوصلة باتجاهها الصحيح" وفق عبارته.