أطلقت مالي أكبر منجم لليثيوم في أفريقيا إيذانًا بدخولها سوق "الذهب الأبيض"، بالتعاون مع الصين التي تستحوذ على نحو ثلثي إنتاج العالم من هذا المعدن.
وأثار تدشين باماكو أكبر منجم لإنتاج الليثيوم في إفريقيا والخامس عالميًا، الكثير من الترحيب وأيضًا علامات استفهام في البلاد بشأن العقد المبرم مع الصينيين لاستغلال هذا المعدن الاستراتيجي في الانتقال الطاقوي.
وتقدر كلفة مشروع منجم الليثيوم بغولامينا بمنطقة بوغوني على بعد 150 كلم من باماكو بنحو 318 مليون دولار.
ومع وجود احتياطيات تقدر بنحو مليوني طن قابلة للاستغلال، يتطلب المنجم استثمارًا إجماليًا يبلغ نحو 640.7 مليون دولار.
ووفقًا لوزارة المناجم المالية، فإن المشروع يمكن أن يدر 160 مليون دولار سنويًا، ما يدفع مالي إلى مرتبة رائدة في إنتاج الليثيوم في غرب إفريقيا.
ويقدر المختصون أن المنجم يمكن استغلاله على مدى أكثر من 23 عامًا، ويبلغ إنتاجه السنوي 500 ألف طن من مركز "السبودومين"، المصدر الرئيسي لليثيوم.
وتعود ملكية المشروع بنسبة 65% إلى شركة "جانفينغ ليثيوم" الصينية، إحدى الشركات العالمية الرائدة في هذا القطاع، في حين تمتلك الدولة المالية 30% من الأسهم، فيما يمتلك مستثمرون محليون آخرون الـ5% المتبقية.
وأصبحت الشركة الصينية، بعد أن اشترت أسهم شركة "ليو ليثيوم" الأسترالية مقابل 342.7 مليون دولار، اللاعب الرئيسي إلى جانب الدولة المالية في استغلاله.
وجرى حفل افتتاح المنجم بإشراف رئيس المرحلة الانتقالية، الجنرال عاصمي غويتا، الذي أشار إلى أن هذا المشروع يُعَدّ علامة بارزة في مسيرة البلاد نحو الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
ويشير الخبير في الشؤون الإفريقية تيام صاولي إلى ضرورة استفادة باماكو من الأخطاء السابقة في استغلال الثروات الطبيعية.
وقال صاولي لـ"إرم نيوز"، إن "الغموض يخيم على عقود الاتفاق مع الشركة الصينية، إذ يتعين على مالي استعمال جزء من حصتها في خلق وحدات تصنيع بطاريات الليثيوم في مالي والمنطقة الإفريقية بدلًا من ترك حرية التصرف في المعدن لشريكها".
وتمثل الصين نحو ثلثي إنتاج العالم من كيميائيات الليثيوم، الذي يستخدم بشكل رئيسي في تقنيات البطاريات.
وانخفضت أسعار الليثيوم بأكثر من 80% في العام الماضي، بسبب الإفراط في الإنتاج من الصين وانخفاض الطلب على السيارات الكهربائية.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتهم مسؤول أمريكي كبير خلال زيارة إلى البرتغال التي لديها احتياطيات وفيرة من الليثيوم، منتجي الليثيوم الصينيين بإغراق السوق العالمية بـ"المعدن الحرج" ويتسببون بانخفاض "افتراسي" للأسعار، في سعيهم إلى القضاء على المشاريع المنافسة.
ويبلغ سعر الليثيوم اليوم 11 ألف دولار أمريكي للطن، ويتوقع ارتفاعه لأكثر من 13 ألف دولار للطن في عام 2026، وهي المادة المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الالكترونية والطائرات دون طيار والهواتف النقالة.
