الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
وقّع ميناء روستوك الألماني وميناء بيسيم البرازيلي مذكرة تفاهم تهدف إلى تطوير ممر لنقل الهيدروجين الأخضر والأمونيا وأنواع الوقود النظيفة الأخرى؛ في خطوة تعكس توجه أوروبا نحو تأمين مصادر طاقة مستدامة وتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة.
وتمتد الاتفاقية لعامين، على أن تدعم الاستثمارات في مجمع بيسيم الصناعي والمينائي (CIPP) في ولاية سيارا بالبرازيل، الذي يُعد من أكثر مراكز الهيدروجين الأخضر تطورًا في البلاد.
كما تعزز الاتفاقية مكانة ميناء روستوك بوصفه مركزًا رئيسيًا لاستيراد وتوزيع الطاقة الخضراء في أوروبا الشرقية، وفقًا لموقع "Fuel Cells Works".
ويشهد ميناء بيسيم تطورًا متسارعًا ليصبح مركزًا محوريًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البرازيل؛ فيما تُعد روستوك إحدى الموانئ الألمانية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة.
وقال يوخن شولته، وزير الدولة الألماني: "معًا، يمكننا ضمان ألا يتوقف التحول في مجال الطاقة عند الحدود؛ بل أن يُنظر إليه على المستوى الدولي".
من جانبه، أوضح جرنوت تيش، المدير العام لميناء روستوك، أن التعاون مع بيسيم يمثل شراكة استراتيجية، مضيفًا: "سيمكننا هذا من تعزيز دور روستوك كميناء مهم لإنتاج واستيراد الطاقة؛ وفي الوقت نفسه نحظى بإمكانية الوصول إلى أحد أكثر المواقع إثارةً للطاقة الخضراء في العالم".
وتستند هذه الشراكة إلى مذكرات تفاهم سابقة أبرمتها بيسيم مع موانئ مثل روتردام ودويسبورت، بهدف توسيع ما يُعرف بـ"الممر الأخضر سيارا–أوروبا"، الذي صُمم لتزويد أوروبا بالهيدروجين الأخضر والأمونيا والميثانول.
ويربط الممر إنتاج الطاقة المتجددة في شمال شرق البرازيل بأسواق الاستهلاك في ألمانيا ودول أوروبية أخرى؛ ما يعزز أمن الطاقة الأوروبي ويسرّع التحول نحو الطاقة النظيفة في البرازيل.
كما تهدف المبادرة إلى تحقيق نمو اقتصادي محلي عبر الاستثمارات في البنية التحتية للموانئ والمجمعات الصناعية، وتطوير سلسلة توريد متكاملة للطاقة النظيفة؛ بما يتيح للبرازيل الاستفادة من مواردها المتجددة بشكل مستدام وفتح فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة المتجددة.
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم تحولًا متسارعًا نحو الطاقة النظيفة؛ حيث يتزايد الطلب على الهيدروجين الأخضر كوقود مستقبلي منخفض الانبعاثات، مع اعتماد متزايد من الدول الأوروبية على مصادر طاقة مستقلة ومستدامة بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
ويُعد تطوير "الممر الأخضر" بين البرازيل وأوروبا مثالًا حيًا على كيفية الدمج بين الاستثمارات الصناعية والاستدامة البيئية والأمن الطاقوي الدولي.
إن شراكة ميناء روستوك وبيسيم لا تعكس فقط طموحًا تجاريًا واستراتيجيًا؛ بل تمثل أيضًا نموذجًا للتعاون الدولي في مواجهة تحديات الطاقة المستقبلية، مع إمكانية تعزيز موقع أوروبا كقوة رائدة في مجال الطاقة النظيفة، ودعم التحول الاقتصادي في البرازيل نحو مستقبل منخفض الانبعاثات.