ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
اقتصاد

التوتر بين باكستان وأفغانستان يهدد شريان الاستثمار الصيني

معبر حدودي بين أفغانستان و باكستانالمصدر: رويترز

تواجه الصين مخاطر متزايدة تهدد مشاريعها الاقتصادية الطموحة في أفغانستان وباكستان، مع تصاعد الأعمال العدائية بين كابول وإسلام آباد، وما يرتبط بها من هجمات تستهدف العمال والبنى التحتية المرتبطة بالاستثمارات الصينية. 

وبحسب صحيفة "أوراسيا ريفيو" فإن بكين التي رأت في انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، العام 2021، فرصة لتعزيز نفوذها والحصول على موارد إستراتيجية، تجد نفسها، اليوم، أمام بيئة مضطربة قد تقوّض خططها في المنطقة.

استقرار مفقود يعرقل "الحزام والطريق"

تعتمد الصين في تحقيق أهدافها الجيوسياسية على إقامة شبكة من المشاريع الاقتصادية العابرة للحدود، وفي مقدمتها الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC) البالغة قيمته 60 مليار دولار، والمرتبط مباشرة بمبادرة الحزام والطريق.

أخبار ذات علاقة

الأسطول البحري الصيني

في استعراض للقوة.. الصين تحشد سفنا عسكرية في مياه شرق آسيا

كما وقّعت بكين اتفاقات مع حكومة طالبان لاستخراج النفط والمعادن وتعهدت بربط أفغانستان بالممر، باعتبارها حلقة وصل حيوية بين آسيا الجنوبية والوسطى.

لكن الخلافات المتصاعدة بين البلدين تقوّض هذه الطموحات. ففي أكتوبر الماضي تبادلت القوات الأفغانية والباكستانية قصفًا عبر الحدود خلّف عشرات القتلى وأدّى إلى إغلاق المعابر الحدودية. 

وتتّهم إسلام آباد كابول بإيواء حركة طالبان باكستان التي تصعّد من هجماتها داخل باكستان، فيما تتهم طالبان جارتها بتنفيذ غارات داخل الأراضي الأفغانية، كان آخرها في نوفمبر، وأودت بحياة 10 مدنيين بينهم 9 أطفال.

ويرى الباحث مارفن وينباوم، مدير دراسات أفغانستان وباكستان في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن طموحات الصين كانت مشروطة باستقرار العلاقات بين البلدين، لكنه يقول: "هذا لم يحدث، وبكين تبدو عاجزة عن فرض أي تحسين".

تهديدات تطارد العمال والمشاريع الصينية

الاضطرابات الحدودية ليست الخطر الوحيد؛ فالهجمات على الصينيين آخذة في التوسع. 

ففي 27 نوفمبر، قُتل 5 عمال صينيين وجُرح آخرون في هجوم قرب الحدود الطاجيكية-الأفغانية، قيل إن مصدره إقليم بدخشان شمال-شرق أفغانستان، والذي أصبح، وفق خبراء أمنيين، بؤرة لنشاط جماعات متطرفة تشمل عناصر من الأويغور.

أخبار ذات علاقة

المهاجر الأفغاني منفذ هجوم واشنطن

كابول تتهم المخابرات الباكستانية بتدبير حادثة إطلاق النار في واشنطن

وسبق أن أطلقت طالبان حملة لنقل المسلحين الأويغور من المنطقة العام 2021، لكن بكين ما تزال تخشى أن يؤدي أي صراع عسكري واسع بين أفغانستان وباكستان إلى تعزيز هذه الجماعات وخلق ممرات خطرة نحو إقليم شينجيانغ داخل الصين.

دفعت الهجمات الأخيرة بكين إلى سحب عمالها من مواقع حساسة، رغم مساعي طالبان لطمأنة الصين، وتعزيز التنسيق الأمني مع طاجيكستان.

 بين حليفين

حاولت الصين لعب دور الوسيط عبر إحياء منتديات ثلاثية ودفع التعاون الاقتصادي بين كابول وإسلام آباد، ودعت لوقف التصعيد خلال جولات العنف الأخيرة؛ إلا أن بكين، بحسب المحللين، لم تعد قادرة على التأثير الفعلي في حسابات الطرفين.

يقول إحسان الله تيبو محسود، مدير موقع "خراسان دياري" المتخصص في الجماعات المسلحة للصحيفة إن "الصين تشعر بقلق بالغ لأن هذه التوترات لا تمسّ مصالحها الإقليمية فحسب، بل تمتد تأثيراتها إلى حساباتها العالمية".

أخبار ذات علاقة

قوات باكستانية تحرس منطقة تعرضت لهجوم أفغاني

باكستان: وقف إطلاق النار مع أفغانستان "ليس صامداً"

ورغم الإنفاق الضخم على حماية المشروعات في باكستان بإنشاء قوات أمن خاصة ونقاط تفتيش وتحركات أمنية واسعة، إلا أن المخاطر ما زالت تتصاعد، فيما تبدو بكين أمام معادلة معقدة؛ نفوذ اقتصادي كبير، مقابل نفوذ سياسي محدود.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC