حذرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستلحق الضرر بالجميع وتُهدد بانهيار الاقتصاد العالمي.
ورأت أن فكّ التشابك الاقتصادي بين البلدين له آثار عميقة على الشركات والمستهلكين في كلا البلدين، وكذلك على بقية العالم.
وبحسب الصحيفة، بدأ فصل جديد من الانفصال بين واشنطن وبكين سيشعر بألمه الجميع؛ وفي كل مكان في العالم.
وقالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفعه الرسوم الجمركية على الصين، وتعليقه رسومًا باهظة على عشرات الدول الأخرى، يدفع أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم إلى معركة "لن تترك أيًا منهما سالمًا".
وصرح البيت الأبيض يوم الخميس بأن إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الصين في ولاية ترامب الثانية وصل الآن إلى 145%، وقد يتم إلغاؤها في نهاية المطاف، إلا أن هناك بالفعل دلائل على توقف جزء من تجارة السلع بين البلدين، البالغة 582 مليار دولار، إذ ألغت المصانع الأمريكية طلباتها، وبعض المصنّعين الصينيين يُعطّلون عمالهم مؤقتًا.
وأظهرت البيانات انخفاضًا حادًا في حجوزات السفن عبر المحيط الهادئ منذ بدء بعض التصعيدات الأخيرة في الرسوم الجمركية، وانخفضت الأسهم الأمريكية بشكل حاد يوم الخميس مع استيعاب المستثمرين للتطورات.
وأضافت الصحيفة أنه رغم قول الرئيس ترامب إن أي ضرر في الولايات المتحدة ناتج عن الرسوم الجمركية سيُعوّض بمكاسب طويلة الأجل في الوظائف والاستثمار، فإن بنك الاستثمار جي بي مورغان صرّح يوم الأربعاء بأنه "من المرجح" أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي في وقت لاحق من هذا العام على المدى القريب.
وخلال 23 عامًا منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، أصبح الوصول إلى المنتجات المصنعة الرخيصة جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الأمريكي الذي يركز على المستهلك، وشكلت الصين حوالي 13% من إجمالي واردات السلع الأمريكية في العام 2024، حيث تُعد مصدرًا لمجموعة واسعة من السلع، بما في ذلك الهواتف الذكية والألعاب وقطع الغيار الصناعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركات بأكملها بُنيت على افتراضات هذا الوصول، مع التصميم والتسويق والتوزيع في الولايات المتحدة إلى جانب الإنتاج في الصين.
وعلى الرغم من أن العديد من الشركات بدأت في التكيف مع واقع الرسوم الجمركية المرتفعة التي بدأت خلال إدارة ترامب الأولى، فإذا استمرت الرسوم الجمركية الجديدة، فإنها تواجه فقدان الوصول إلى الإنتاج الصيني تمامًا، مع تغييرات عميقة للمستهلكين الأمريكيين.
وقد ينتهي الأمر بالأمريكيين، الذين يعانون بالفعل نتيجة ارتفاع الأسعار بنسبة 24% على مدى السنوات الخمس الماضية، إلى دفع مبالغ أكبر مقابل مجموعة أصغر من السلع اليومية.
وبالنسبة للصين، فإن الحرب التجارية الشاملة مع الولايات المتحدة تعني إبعادها عن أكبر سوق استهلاكية في العالم في وقت يعتمد فيه اقتصادها على الصادرات لتحقيق النمو لتعويض الانهيار المؤلم في سوق العقارات والإنفاق الاستهلاكي الفاتر.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم القلق الذي ساد العلاقات الأمريكية الصينية في السنوات الأخيرة، فإن اقتصادَي البلدين أصبحا الآن متشابكَين بعمق، فعلى مدى أكثر من ربع قرن، أنفق الأمريكيون جزءًا كبيرًا من أموالهم على شراء سلع مصنوعة في الصين.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس ترامب يهدف إلى القضاء نهائيًا على العجز التجاري من خلال الرسوم الجمركية، التي يقول إنها ستساعد على جذب المزيد من الصناعات التحويلية إلى الولايات المتحدة؛ ما يخلق فرص عمل في الداخل ويوقف تدفق الأموال الأمريكية إلى الصين.
وقال ترامب يوم الأربعاء: "نأمل أن تدرك الصين في المستقبل القريب أن أيام استغلال الولايات المتحدة ودول أخرى لم تعد مستدامة أو مقبولة".