"حظ أوروبا ينفد".. سهام ترامب تشعل فتيل حرب تجارية مع "القارة العجوز"

حذر تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية من أن "حظ أوروبا ينفد" مع توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سهامه نحو الاتحاد الأوروبي.

 وقال التقرير: "في حين ستكون الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مدمرة، يأمل المسؤولون الأوروبيون في بروكسل أن يكون الرئيس ترامب يُخادع من خلال ممارسة تكتيكاته التفاوضية المعتادة".

وبحسب الصحيفة، فإن الاتحاد الأوروبي بدا وكأنه يخوض حربًا تجارية رابحة، فنما الاقتصاد الألماني بنسبة 0.4% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، أي ضعف النسبة المتوقعة في البداية والبالغة 0.2%، حيث سعى المستوردون الأمريكيون جاهدين لشحن أكبر قدر ممكن من البضائع قبل دخول الموجة الأولى من الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب حيز التنفيذ، ما شكل أقوى نمو في عامين ونصف.

واستدركت بالقول إنه ربما يكون حظ أوروبا قد نفد بالفعل بعد أن ألقى ترامب خطابًا متذبذبًا، مشيرا إلى "صعوبة التعامل" مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة إن الرئيس ترامب لطالما عبر عن استيائه من الاتحاد الأوروبي، مُدعيًا مرارًا أنه شُكِّل "لإزعاج" الولايات المتحدة.

وأضافت أنه ليس من قبيل المصادفة أنه يُوجِّه الآن أسلحته نحو بروكسل بعد التوصل إلى هدنة في معركته مع بكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن تهديد الرسوم الجمركية يُمثّل ضربةً مزدوجةً لمُصنِّعي الاتحاد الأوروبي، فهو ليس فقط أكثر من ضعف النسبة الأولية البالغة 20% التي هُدِّد بها في "يوم التحرير"، بل من المُقرَّر أن يدخل حيز التنفيذ في غضون أسبوع واحد فقط، ما لا يترك وقتًا لسفن الحاويات لعبور المحيط الأطلسي لتجنُّب موجة الضرائب الجديدة، ويحدُّ من نطاق موجة أخيرة من الصادرات.

وفي حين ستغطي الرسوم الجمركية 600 مليار دولار من صادرات السلع من الاتحاد الأوروبي إلى أمريكا، ما يزيد من خطر ركود مُحتمل في التكتل؛ تفاعلت الأسواق فورًا؛ حيث انخفضت الأسهم الألمانية بنسبة 2%، بينما انخفضت الأسواق في فرنسا بنسبة 2.4%.

وتابعت الصحيفة أن العديد من التجار والاقتصاديين يأملون أن يكون تهديد الرئيس ترامب مجرد تكتيك تفاوضي، يسعى من خلاله إلى ممارسة الضغط لتحقيق مراده. وذكرت أنه إذا لم يكن مجرد خدعة، فسيكون له أثر مدمر على أوروبا.

وقالت شركة كابيتال إيكونوميكس للاستشارات الاقتصادية "إذا طُبّقت تعريفات ترامب الجديدة، سيؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا، وربما أكبر في إيرلندا إذا شملت الأدوية".

وفي غضون ثلاث سنوات، سيتقلص اقتصاد ألمانيا بنسبة 1.7% عما كان عليه الحال لولا ذلك، وفقًا لتقديرات كابيتال إيكونوميكس، ما سيُمثل ضربة موجعة لاقتصاد راكد لم ينمو إلا بأقل من 0.3% منذ بداية الجائحة.

كما يتوقع أن تواجه إيرلندا ضربة أكبر بكثير، حيث سيبلغ انكماش اقتصادها 4%؛ وستخسر إيطاليا وإسبانيا وفرنسا 1.25% و0.75% و0.5% على التوالي.

في المقابل، قالت الصحيفة، استنادا إلى محللين، إن قرار ترامب بإعادة إشعال الحرب التجارية يلحق الضرر بالولايات المتحدة أيضًا.

وقال جورج سارافيلوس، من دويتشه بنك، إن ثقة أمريكا المتصوّرة قد تقوّضت بسبب استعداد الرئيس الأمريكي لخرق الأعراف السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.

وأضاف أن التحدي الذي يواجه الدولار الأمريكي وسوق السندات الأمريكية يتمثل في أن العجز المزدوج يتطلب تمويلًا مستمرًا من الأجانب لضمان استمراريته.

وأكد أن اتخاذ موقف أكثر تصالحية في العلاقات الدولية من شأنه أن يساعد في الحفاظ على استقرار سوقي الصرف الأجنبي والسندات مستقبلاً، ورأى أن التعريفات الجديدة على الاتحاد الأوروبي، خصوصًا مع توقع رد انتقامي أوروبي، لن تُحقق أي فائدة تُرجى.