تقف غزة بين رماد الحصار وجمر المعاناة، تنتظر بصبرٍ حارق أن تُنهي كلمة أو توقيع حربًا امتدت طويلاً.
على خشبة السياسة، تتقاطع الإرادات الكبرى في قمة ترامب ونتنياهو المرتقبة يوم الاثنين.
وفي كواليس البيت الأبيض، تُخاض معركة من نوع آخر؛ معركة الكلمات والتفاهمات، فقد تُولد من رحم الدبلوماسية هدنة الشهرين، لعلها تُسكت النار قليلاً وتمنح غزة لحظة تنفس في زمن خانق.
يتضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، حتى لو بقيت الأخيرة في القطاع، وسط تأكيدات أن رد الحركة على مقترح الهدنة كان إيجابيًا رغم تحفظات متباينة.
هذه الهدنة المقترحة، التي قد تمتد لشهرين كاملين، هي أوّلا وقف مؤقت للنار، ثم محاولة لإعادة ترتيب المشهد الأمني والإنساني في قطاع يعاني حصارًا خانقًا وأزمة غذائية متفاقمة لا تُحتمل. فبينما يتحدث ترامب عن ضرورة إرسال مزيد من المساعدات، تُثبت الحقائق على الأرض مآسي حقيقية؛ أطفال يعانون من سوء تغذية، عائلات فقدت أحباءها، وأناس ينتظرون بصبر أن يأتيهم خبر السلام، بينما يلفظون أنفاسهم تحت القصف وهم ينتظرون طعاما.
أما الجانب الإسرائيلي، فيصر على أنه لن يقبل إلا بالقضاء على حماس، وهو ما يعكس تصميم نتنياهو على مواجهة الحركة بحزم، وعدم التراجع عن أهدافه الأمنية. ومع ذلك، تسعى إسرائيل إلى تنفيذ خطة الانسحاب وإعادة انتشار قواتها فور دخول الهدنة حيز التنفيذ، وهو ما قد يشكل فرصة حقيقية لخفض التصعيد.
أبرز ما يميز الاتفاق المقترح هو تضمينه بندًا واضحًا حول قضية الرهائن، حيث سيتم الإفراج التدريجي عن العشرات منهم، إلى جانب تبادل المعلومات حول المختطفين، ما يعكس رغبة كلا الطرفين في بناء ثقة أولية.
فهل ستنجح قمة ترامب ونتنياهو في قلب صفحة الحرب المفتوحة، وتحقيق هدنة مستدامة تنقذ قطاع غزة من المأساة الإنسانية؟ أم أن التعقيدات السياسية والميدانية ستعرقل هذه المساعي؟