في ريف "أستورياس" الإسباني الهادئ، كان هناك منزل لا يشبه البقية. نوافذه مغلقة، رائحته خانقة، وساكنوه بلا أثر.
لكن خلف الجدران، لم تكن هناك عائلة سعيدة، بل ثلاثة أطفال محبوسين في ظلام امتد لسنوات، حفاضات تغطي أجسادهم، وكمامات تخفي ملامحهم.
الوالدان، ألمانيان، اختارا أن يربّيا أبناءهم داخل سجن منزلي. دون تعليم، دون هواء، دون لفحة شمس.
هل كانا يحمونهم من العالم؟ أم يهربان بهم من واقع لم يقدرا على مواجهته؟
حين وصلت الشرطة، لم يصرخ الأطفال، بل نظروا إلى العشب بدهشة، كما لو أنهم يلمسون الحياة للمرة الأولى.
قضية هزّت الرأي العام في إسبانيا، الشرطة وصفت الحادثة بأنها واحدة من أغرب القصص بعد جائحة كوفيد، وسط تحقيق جارٍ لفهم كيف انتهت هذه العائلة في عزلة تشبه السجن.