بالأمس كان مرفوضاً تماماً واليوم بات مسموحاً بل ومباركاً أمريكياً.. في تحول دراماتيكي واشنطن ترفع "الفيتو" وتمنح دمشق الضوء الأخضر لدمج آلاف المقاتلين الأجانب بالجيش السوري ضمن تشكيل جديد يُعرف بـ"الفرقة 84".. خطوة قلبت التوازنات فهل تغيرت قواعد اللعبة؟.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك أعلن أن واشنطن اشترطت "شفافية كاملة" في عملية الدمج مشيراً إلى أن هذه الخطوة "أفضل من ترك هؤلاء للانضمام إلى داعش أو القاعدة".. وكأنه يبرر الخطوة المثيرة بأنها "أهون الشرّين".
اللافت أن هذه الموافقة جاءت متزامنة مع رفع مفاجئ للعقوبات عن دمشق من قبل إدارة ترامب، ما اعتبره مراقبون "تحولاً استراتيجياً" في السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
دمشق رحبت بالمبادرة معتبرة أن "دمج الأجانب أخف ضرراً من إقصائهم" بل ورأت في ذلك فرصة لإطلاق مسار إعادة الإعمار وفرض نوع من الاستقرار في بلد أنهكته الحرب.
وفيما يتزايد الحديث عن "الجيش السوري الجديد" وانضمام الأجانب له، جاءت التحذيرات الإسرائيلية لتضفي مزيداً من التوتر على المشهد..
هيئة البث الإسرائيلية دقّت ناقوس الخطر معتبرة أن دخول "المقاتلين الأجانب" إلى الجيش السوري وبموافقة أمريكية يُشكل تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل.
وبحسب التقرير العبري فإن نحو 15 ألف مقاتل من أقلية الأويغور المسلمة يقيمون حالياً في سوريا بينهم 5 آلاف خاضوا المعارك منذ 2013 غالبيتهم ينتمون إلى "حزب تركستان الإسلامي المصنَّف إرهابياً في الصين وأمريكا وروسيا وهذا التنظيم المتشدد يطمح لإقامة "دولة إسلامية" في مناطق شرقي الصين..
من جهة أخرى فإن هذا التحرك تزامن مع انسحاب عسكري أمريكي لافت من سوريا، فقد بدأت القوات الأمريكية إخلاء قاعدتين استراتيجيتين في ريف دير الزور الشرقي وهما "حقل العمر النفطي" و"معمل كونيكو للغاز" ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن الانسحاب بدأ بشكل تدريجي منذ 18 مايو قبل أن يتسارع بشكل مفاجئ مؤخراً وسط تحليق كثيف لطيران التحالف الدولي.. وفي أعقاب الانسحاب تمركزت قوات "كوماندوز" تابعة لـ"قسد" في المواقع التي أخلتها القوات الأمريكية، وفق قوله.
المبعوث باراك أكد أن بلاده ستُبقي على قاعدة واحدة فقط في سوريا بعد تقليص وجودها من 8 قواعد إلى واحدة، مما يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت واشنطن تهيئ الأرض السورية لتسوية ما.. أو لفوضى مرتقبة.