يبدو أن الخط البياني لثورة التسوق الإلكتروني قد بلغ ذروة مجده صعوداً وحان وقت الهبوط، بعد أن تحوّل من نعمةٍ إلى نقمةٍ في بريطانيا...
فالمشكلةُ لم تعد طروداً تأخرت أو بِضاعةً لا ترقى إلى توقعات المستهلكين.. بل هي طرودٌ لن تصل أبداً، والضحايا كلا الطرفين، المستهلك الذي دفع قيمةً مالية لم يحصل على مقابلٍ لها.. ناهيك عن خيبة الأمل المرتبطة بانتظار ما لن يأتي، وشركة التوصيل التي ستخسر رأسمالها الأهم، وهو "ثقة متعامليها"، وفي المقابل هناك طرفان رابحان، أولهما بائع المنتج الذي تقاضى ثمنه وثانيهما العصابة التي تلقفته قبل أن يفرح صاحبه برؤيته...
وبحسب صحيفة "التايمز" فقد ارتفعت سرقات الطرود على عتبات المنازل وفي الحدائق البريطانية بنسبة 287بالمئة، بين عامي 2019 و 2022، لاسيما بعد ظهور عصابات مُتخصِّصة في تعقُّب مركباتِ إيصال الطرود والطلبات.
ما نتج عنها استياءٌ كبير بين جمهور التسوق عبر الإنترنت، لاسيما مع تراجع التقيد بالمعايير وسحب تجار التجزئة خيارات التوصيل المجاني.
فالأمر ليس بالبسيط، بل هو في الحقيقة "جريمة منظمة ومتنامية في المملكة المتحدة" بحسب وصف شركة المعدات البريدية Quadient، التي أظهر استطلاع لها عام 2019، وجود 2700 حالة سرقة طرود تم الإبلاغ عنها للشرطة، إلا أن العدد ارتفع خلال العام الماضي إلى نحو 10500، فيما تشير تقديرات المواطنين إلى أن 5.5 مليون طرد تُسرق كل عام.
بينما اضطرت قوات الشرطة نفسها للاعتراف، بأن عدد الحوادث المبلغ عنها هو مجرد غيض من فيض...
من جهتها، أصدرت شركة "Metapack" المختصة بتكنولوجيا إدارة عمليات التوصيل نصائح للمتسوقين عبر الإنترنت، لتلافي السرقات.
وبحسب ما نقلته التايمز عن "Metapack"، فإن عدد الطرود المفقودة قفز بنسبة 59 بالمئة هذا العام مقارنة بالعام الماضي، كاشفةً عن جدول دوري لأفضل وأسوأ شركات النقل للطرود المفقودة، إلا أن مشاركة بياناته "قد تتسبب بمشاكل كبيرة".