التحقيقات التي طالت قائد "فيلق القدس" إسماعيل قاآني أثارت جدلًا واسعًا، وخلقت تساؤلات جديدة حول تاريخ طويل من الاختراقات الاستخباراتية التي تعانيها إيران، خاصة من قِبَل إسرائيل.
ووفقًا لتقارير إعلامية فإن التحقيق مع قاآني يتعلق بتغلغل الموساد داخل الحرس الثوري وحزب الله، ما دفع وكالة تابعة للحرس لنفي هذه الادعاءات بسرعة.
تأتي هذه الأخبار بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات مقربة من إيران، كان أبرزها اغتيال العميد عباس نيلفروشان مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، نتيجة غارة جوية إسرائيلية.
تلك العمليات رُبِطت باختراقات استخباراتية إسرائيلية، ما يعيد إلى الذاكرة حوادث سابقة، مثل اختراق الموساد للبرنامج النووي الإيراني في 2018 وسرقة وثائق حساسة، بالإضافة إلى اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده عبر روبوت مسلح في 2020.
محللون أمنيون وصفوا الوضع بـ"الخرق المزمن"، مشيرين إلى أن الأسباب تعود إلى مزيج من قدرات الموساد والعمل الجاد لسنوات طويلة، إلى جانب الفساد والإحباط داخل النظام الإيراني نفسه، وأن كثيرًا من العملاء الإيرانيين يتعاونون بدافع المال أو غضبهم من النظام.
واللافت أن الموساد لم يكتفِ بالتغلغل في الدوائر الإيرانية، بل نفذ عمليات جريئة داخل إيران، مثل استجواب عملاء الحرس الثوري على أراضيهم في عدة مناسبات، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
وعلى سبيل المثال في يونيو 2023 ذكرت وسائل إعلام عبرية أن "عملاء الموساد" استجوبوا على الأراضي الإيرانية أحد عملاء الحرس الثوري، وهو الذي خطط لقتل مواطنين إسرائيليين في قبرص، وكانت هذه حالة من ثلاث خلال عامين.
يرى محللون وخبراء أن تاريخ هذه الاختراقات يكشف عن إخفاقات مستمرة للحرس الثوري في مهامه الأساسية لحماية البلاد، في ظل تركيزه في الغالب على قمع المعارضة الداخلية.