هنا في قلب نيويورك المدينة التي لطالما كانت رمزا للحداثة والتجربة السياسية، اختار الناخبون شابا مسلما، واشتراكيا ديمقراطيا، ليصبح عمدة أكبر مدينة أمريكية..
فوز ممداني لم يكن مجرد انتصار محلي، بل إشارة قوية لما قد يحمله المستقبل السياسي للولايات المتحدة.
فوز زهران ممداني قد لا يكون مجرد حدث محلي، بل قد يغير المشهد الانتخابي الأمريكي، كشاب مسلم واشتراكي ديمقراطي، نجح في جذب الشباب والناخبين المحبطين من الوضع الراهن، ما يعكس تحولات محتملة في قاعدة الناخبين الأمريكية.
هذا الفوز يشكل اختبارا لقدرة الديمقراطيين على استعادة الزخم قبل انتخابات التجديد النصفي 2026، ويُظهر أن كل ولاية باتت ساحة اختبار يمكن أن تتأثر بالانتصارات المحلية في المدن الكبرى، كما أنه يسلط الضوء على صعود جيل جديد من الناخبين والمجتمعات المتنوعة التي قد تعيد تشكيل التوازنات السياسية الوطنية.
فوز ممداني وفق مراقبين ألغى الفكرة السائدة بأن المال والثروة هما العامل الحاسم في الانتخابات، وأن الحملات الباهظة والدفع المالي تضمن الفوز.
ممداني نجح بالاعتماد على القواعد الشعبية والدعم الجماهيري، مؤكدًا أن السياسة يمكن أن تعود إلى أسسها الحقيقية، وأن المرشحين الشباب والمتنوعين قادرون على منافسة الأقوياء اقتصاديا.
الشاب البالغ من العمر 34 عاما، صنع المفاجأة بفوزه على الحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية، ومن ثم التغلب على منافسيه الجمهوريين والديمقراطيين المعتدلين..
برنامجه الذي ركز على جعل المدينة ميسورة للطبقة العاملة جذب قاعدة واسعة من الناخبين، لكنه أثار قلق الديمقراطيين المعتدلين بسبب انتقاداته السابقة لإسرائيل وخلفيته الاشتراكية.
في هذه اللحظة، يصبح فوزه أكثر من مجرد قصة محلية، فهو اختبار مباشر لقدرة الحزب الديمقراطي على استعادة الزخم بعد تراجع شعبيته، ومؤشر لما قد يحدث في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس و2026.
الإعلام الأمريكي وبعض المحللين يحذرون من أن كل صوت لممداني في نيويورك يمكن أن يتحول إلى عشرة أصوات للجمهوريين في أماكن أخرى إذا لم ينجح الديمقراطيون في توحيد صفوفهم.
لكن الرسالة الأوضح جاءت من ممداني نفسه: "نيويورك ستظل مدينة المهاجرين، وإذا كان هناك من يستطيع أن يظهر للأمة طريقة هزيمة دونالد ترامب، فهي هذه المدينة"..
مثل هذا التصريح، لا يعلن فقط عن فوزه، بل يرسم مسارا محتملا لمعركة 2026، مسلطا الضوء على الجيل الجديد من الناخبين، والشباب، والمجتمعات المتنوعة الذين قد يعيدون تشكيل المشهد السياسي الأمريكي بالكامل.
بالنظر إلى الولايات الأخرى من كاليفورنيا إلى نيوجيرسي وفرجينيا وبنسلفانيا، تظهر النتائج الأولية أن كل ولاية باتت ساحة اختبار للحزبين، وأن فوز ممداني قد يكون شرارة تغيّر المعادلات السياسية الانتخبابية في الولايات المتحدة، وليس مجرد انتصار محلي محدود.
في النهاية، فوز ممداني ليس مجرد حدث انتخابي في نيويورك، بل هو رمز لتحول سياسي محتمل، وفرصة لإعادة تعريف القوة السياسية في الولايات المتحدة، وتحد مباشر للرئيس دونالد ترامب.
