في عمق التوتر النووي المحتدم، تقف منشأة "نطنز" لا كموقع استراتيجي فحسب، بل تتجلى فيها ملامح معركة خفية تُكتب حروفها بالحذر، وتُقرأ ما بين سطور التصريحات.
في مشهد يحمل رمزية كبيرة، نشر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صورة قاتمة للمنشأة النووية، يتوسطها وجه "شبح الرعب"، كأنما يقول للعالم: من هنا، قد يبدأ كل شيء أو ينتهي.
تحذيره لم يكن عابرًا، بل نُقش بلغة مشحونة بالوعيد والرسائل المشفرة.
إسرائيل، كما لمح عراقجي، تقف خلف الستار، تدفع بظلالها لعرقلة ما تبقى من أمل دبلوماسي بين طهران وواشنطن.
وعلى الجهة المقابلة، جاء صوت الوكالة الذرية حازمًا كجرس إنذار: أي مساس بالمنشآت النووية هو لعب بالنار.. نار قد لا تبقي ولا تذر.
ومع تسريبات عن تدخل أمريكي سابق أوقف يد إسرائيل عن الزناد، تعود طهران وواشنطن إلى الطاولة مرة ثالثة، في سلطنة عمان، حيث يلتقي التريث والصبر بخطر اشتعال الحرب، وتُعاد صياغة الأسئلة: هل تُكتب نهاية التوتر بالاتفاق؟ أم نشهد فصلاً جديدًا من التصعيد؟