في لحظة ضعف، أو ربما في لحظة انكسار عميق، اتخذت أم قرارًا لا يُغتفر: أن تبيع طفلتها حديثة الولادة. صفقة بمبلغ هزيل.. لا يشتري حنانًا، ولا يعوّض حضنًا، ولا يمنح أمًا حق الرجوع.
في موستوليس، إحدى ضواحي مدريد، وقفت المرأة، في السابعة والثلاثين من عمرها، على عتبة هذا القرار. باعت مولودتها مقابل 2000 يورو لزوجين يعانيان من العقم، وانتقلت إلى قرطبة لتلدها هناك، بعيدًا عن الأعين.
لكن صوت الأمومة لم يصمت طويلًا.. عاد ليطرق قلبها بندمٍ موجع، فطالبت باستعادة ابنتها.
الزوجان رفضا، وطالبا بإعادة المبلغ، بل وألف يورو إضافية كـ"أجرة إقامة". فهرعت إلى الشرطة مدّعية أن الطفلة اختُطفت.
التحقيق كشف عن مأساة أعمق: أم فقدت حضانة أطفالها الستة بسبب الإهمال، وصفقة تمت في الخفاء. أُوقفت الأم في مدريد، وأُلقي القبض على الزوجين وأقاربهما في قرطبة، بينما نُقلت الطفلة إلى مركز حماية.
بين ندم أم، ويأس عائلة، وطفولة مُستباحة... ضاعت البراءة على طاولة البيع والشراء.