مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
حينما انتهت مباراة نيجيريا والكونغو الديمقراطية بركلات ترجيح منحت الأخيرة بطاقة العبور إلى الملحق القاري المؤهل لمونديال 2026، رفض المدرب النيجيري إريك شيلي تقبل الهزيمة كمسألة حظ عاثر أو إخفاق رياضي، ليعيد كرة القدم الإفريقية إلى واحد من أكثر ملفاتها إثارة للجدل. فقد وجه اتهاما مباشرا لمنتخب الكونغو باللجوء إلى طقوس الفودو، أحد أكثر أشكال السحر الأسود رعبا في الموروث الشعبي الإفريقي.
شيلي تجنب تحميل الخسارة لأي تقصير فني أو بدني، مشيرا بدلا من ذلك إلى ما وصفه بممارسات غامضة على دكة بدلاء الكونغو، قائلا: كان أحدهم يلوح بيده كما لو كان يرش شيئا، كانوا يقومون بالفودو أثناء ركلات الترجيح.
والفودو هو أحد أكثر المعتقدات تجذرا في غرب إفريقيا، حيث ينسب إليه جلب اللعنة عبر دمى تغرس فيها الإبر وتتلى عليها تعاويذ. ويعد رمزا للسحر الأسود المرتبط بالرياضة الإفريقية تحت مسميات متنوعة مثل السحر الأسود وموتي وأتوموكبو، مع قناعة راسخة لدى البعض بأن الفرق قد تلجأ إلى قوى غيبية للتأثير على نتائج المباريات.
ورغم جهود الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منذ عام 2008 لمحاربة هذه الممارسات وتحذيره من أثرها في تكريس الصور النمطية السلبية عن القارة، فإن الاعتقاد بالسحر والتقاليد الروحية ما يزال حاضرا بقوة، وينظر إليه اللاعبون والمدربون والجماهير كعامل قادر على تغيير مجريات اللعب.
المثير أن تاريخ الكرة الإفريقية حافل بحوادث مشابهة، بدءا من دخول مسؤول نيجيري أرض الملعب في مباراة عام 2000 لإزالة سحر مزعوم، مرورا بضبط الجهاز الفني للكاميرون عام 2002 يضعون تعويذة، وصولا إلى قيام الغاني أندريه آيو برش مسحوق أبيض على أرضية الملعب عام 2015.
وما يزيد الجدل اشتعالا هو شهادات اللاعبين والمدربين أنفسهم، إذ أكد الدولي النيجيري السابق بيتر أوديموينغي أن الفودو في كرة القدم يشبه غسيل دماغ يؤمن به نحو 70% من اللاعبين، بينما نسب مدرب غانا السابق جوران ستيفانوفيتش فشل فريقه في كأس إفريقيا 2012 إلى لجوء بعض اللاعبين للسحر في محاولة للتفوق على زملائهم.
وهكذا تظل معتقدات السحر واستخدام القوى الخفية تمتد من عمق الثقافة الإفريقية إلى ملاعب كرة القدم، حاضرة في كل جدل يعود ليذكّر بأن الرياضة في القارة السمراء ليست دائما محكومة بما يحدث داخل حدود المستطيل الأخضر.