بينما ترتفع وتيرة التصعيد في المعارك الدائرة بين روسيا و أوكرانيا .. جاء إعلان كييف عن موافقتها على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً "بوساطة أميركية" كصدمة سياسية وعسكرية تفتح باب التساؤلات.
القرار الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع في السعودية وضع الكرة في ملعب موسكو، خاصةً أنها رفضت سابقاً مقترحات الهدنة و لطالما أصرّت على اتفاق لإنهاء الحرب وليس تأجيلها.
بحسب البيان المشترك الصادر عن كييف وواشنطن، فإن الهدنة المؤقتة قابلة للتمديد شرط موافقة الطرفين مع تأكيد أميركي أن القرار النهائي بيد موسكو.. وفي بادرة لافتة أعلنت واشنطن عن استئناف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا إلى جانب تبادل المعلومات الاستخباراتية.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي كان أيضاً في السعودية لكنه لم يشارك في المحادثات، قال إن وقف إطلاق النار كان اقتراحاً إيجابياً يشمل خط المواجهة في الصراع وليس فقط القتال جواً وبحراً.
وقف إطلاق النار لم يكن الحدث الأبرز فقط، بل تم التوصل أيضاً إلى اتفاق "شبه سري" بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن تطوير الموارد المعدنية الحيوية في الأراضي الأوكرانية.
وقال الجانبان أيضاً إن واشنطن وكييف اتفقتا على الانتهاء من اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية لأوكرانيا، وهي الصفقة التي كانت قيد الإعداد منذ أسابيع لكنها أصبحت مجهولة المصير بعد اجتماع شابه التوتر في البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي.
الكرة في ملعب بوتين، قالها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي لم يترك مجالاً للتأويل، مؤكداً أن واشنطن نقلت العرض إلى موسكو وأن القرار الآن بيد الكرملين. أما موقف الاتحاد الأوروبي جاء داعماً، إذ وصف القادة الأوروبيون الاتفاق بـ"خطوة إيجابية" نحو سلام شامل.
و في رسالة مباشرة طالب الرئيس الأوكراني واشنطن باستخدام نفوذها لإقناع روسيا بقبول الهدنة، مؤكداً أن أوكرانيا تنظر إلى هذه المبادرة بإيجابية.. من جهته أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتحدث قريباً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ مما يفتح باب التكهنات حول احتمال وجود تفاهمات سرية بين واشنطن وموسكو بعيداً عن الأضواء.
وفي أول تعليق رسمي، لم تستبعد وزارة الخارجية الروسية إجراء اتصالات مع مسؤولين أمريكيين في الأيام القليلة المقبلة، وفقاً لوكالة "سبوتنيك" فهل تمهد هذه التصريحات لموافقة روسية محتملة، أم أنها مجرد خطوة لشراء الوقت؟
