البحر الأحمر وخليج عدن أصبحا مرة أخرى مسرحا للتوتر، بعد إعلان مليشيا الحوثي نهاية الهدنة مع الولايات المتحدة وتهديد شركات نفط كبرى.. صواريخ مجنحة تضرب سفينة هولندية، ورسائل مباشرة تصل من ذراع إيران الإقليمية.. فهل تتجه المنطقة نحو مواجهة مفتوحة، أم أن هذه مناورة جديدة في لعبة النفوذ؟
المفارقة هنا أن الحوثيين لم يكتفوا بالإعلان عن انتهاء الهدنة، بل أصدروا قائمة عقوبات تضمنت 13 شركة أمريكية وتسعة أشخاص وسفينتين، مع تأكيدهم التعامل معهم وفق مبدأ المواجهة.. تهديد مباشر يعيد التوتر إلى خطوط التجارة العالمية ويضع شركات نفط كبرى مثل "إكسون موبيل و"شيفرون" في مرمى الصواريخ.
ولم يمضِ وقت طويل حتى تبنت الجماعة هجوما صاروخيا على سفينة هولندية في خليج عدن، ما أدى إلى إصابة اثنين من طاقمها وأضرار جسيمة للسفينة.. الهجوم الذي استخدمت فيه صواريخ مجنحة، يأتي ضمن حملة مستمرة منذ 2023 لاستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، كنوع من التضامن مع الفلسطينيين في غزة، لكن دلالاته أبعد من ذلك.. يرى مراقبون أن هذه التحركات لا تقتصر على تصعيد محلي، بل قد تشكل خطوة مدروسة من إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي، مستخدمة جماعة الحوثي كذراع فعّالة لفتح مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
الرسالة واضحة.. اتفاقات الهدنة السابقة لم تمنع الحوثيين من العودة إلى العمل العسكري وهو ما يفتح الباب أمام صراع أعقد في البحر الأحمر وخليج عدن.
