حمل شقيقته على كتفيه لساعات.. لم يستمع لصوت جسده المنهك وواصل المهمة، غايته الحصول على طوق نجاة له وربما لـ“حمله الثقيل“ قبله.. فيديو لم يتجاوز ثوانٍ قليلة وصل صداه للعالم وباح بويلات ما يعيشه أطفال غزة مع استمرار آلة الحرب.. وبقي السؤال ماذا حل بهما؟
الطفل اسمه جدوع، هذا ما كشفته اللجنة المصرية المتواجدة داخل غزة، وقد كُلفت فرقها بالبحث عن الطفل وشقيقته بعد انتشار الفيديو المؤثر، مؤكدة العثور عليهما واستقبال كامل الأسرة في المخيم المصري، الذي تقوم اللجنة بإنشائه جنوب غزة لإيواء النازحين من الشمال.
والدة الطفلين أوضحت كامل القصة، الطفل جدوع تاه منهم خلال مسيرة النزوح الجماعية للأهالي من مدينة غزة.. وهربًا من القصف، لم يجد وسيلة مواصلات تنقله للجنوب، فما كان منه إلا أن حمل شقيقته الصغرى على كتفه وسار بها باكيًا وخائفًا.
ولعل قسوة رحلة نزوح جدوع لا تُمحى من مخيلة كل من شاهدها، لكن لخبر وصوله وشقيقته إلى بر الأمان ما يبعث سيلاً من الراحة بعد مشهد مزج بين وجع الطفولة وقوة البراءة.