خطوة مفصلية نحو إعادة بناء سوريا، كشف عنها قائد الإدارة السورية أحمد الشرع، قبل تنصيبه رئيسا مؤقتا للبلاد للمرحلة الانتقالية، ضمن خطاب ألقاه خلال فعاليات مؤتمر "إعلان انتصار الثورة السورية" في دمشق، حيث حدد أولويات المرحلة المقبلة.
الأولويات وفقا للشرع، تتمثل في "ملء فراغ السلطة"، "الحفاظ على السلم الأهلي"، "بناء مؤسسات الدولة"، و"استعادة سوريا لمكانتها الدولية والإقليمية"، مع التركيز على بناء بنية اقتصادية تنموية تدعم استقرار البلاد.
وأشار الشرع إلى أن النصر السوري كان محطًّا للرحمة والعدل، قائلاً: "لقد كسرنا القيد بفضل الله، وحررنا المعذبين". وأكد أن النصر ليس نهاية المطاف، بل هو تكليف ثقيل ومسؤولية كبيرة، وأن البناء والتطوير هو ما تحتاجه سوريا الآن.
أما الخطوط العريضة لسياسة سوريا الخارجية، فقد أفصح عنها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. وأكد أن سوريا تسعى إلى طمأنة الخارج، وتوضيح الرؤية للمجتمع الدولي، وتوسيع الشراكات الاستراتيجية لتحقيق التعاون المشترك مع الدول. وأوضح الشيباني أن هدف سوريا هو خفض التوترات الإقليمية وإرساء السلام في المنطقة، مع تعزيز علاقاتها العربية.
من جانب آخر، أعلنت إدارة العمليات العسكرية السورية جملة من القرارات الحاسمة التي شملت حل الجيش ومجلس الشعب (البرلمان) وكل اللجان المنبثقة عنه في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد. كما تم حل حزب "البعث العربي الاشتراكي"، والميليشيات التابعة له، إضافة إلى حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة للحفاظ على أمن المواطنين.
واختتم العقيد حسن عبد الغني، الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية، بالإعلان عن إلغاء العمل بدستور 2012، الذي تم تبنيه في ذروة الأزمة السورية، وتم كذلك وقف العمل بالقوانين الاستثنائية التي كانت تضمن للسلطة التنفيذية صلاحيات واسعة، بما في ذلك السيطرة على النظام القضائي.
كل هذه الخطوات تأتي في سياق التحولات الجذرية التي تشهدها سوريا بهدف استعادة النظام والاستقرار، وتوطيد الأمن في البلاد، وفتح آفاق جديدة لعلاقاتها الخارجية.