من طهران خرجت رواية يصعُب تصديقها، لكنها قيلت بكل جدية: إسرائيل، في حربها الأخيرة، لم تكتفِ بطائرات ودبابات، بل استعانت بالجنّ والسحر.
تصريحات فُتحت بها أبواب الغيب، وذُكرت فيها رموز يهودية غامضة، وُجدت على أوراق في شوارع العاصمة، كدليل على "حرب خفية" خاضها العدو بوسائل غير مرئية.
رئيس تحرير سابق في صحيفة تابعة للحرس الثوري، يدعى عبدالله كنجي، لم يتحدث عن اختراق استخباراتي أو تفوق تقني، بل عن قوى خارقة وعلوم خفية تتسلل إلى قلب إيران.
قالها صراحة: إسرائيل تلجأ إلى "الماورائيات"... إلى سحر قديم وأرواح غير بشرية، لتُربك الخصم، أو تتجسس عليه.
كنجي استند في كلامه إلى تصريحات سابقة للمرشد الأعلى علي خامنئي، التي تحدّث فيها عن لجوء الدول المعادية، بما فيها إسرائيل، إلى "العلوم الغيبية والجنّ" كأدوات تجسس واختراق.
الرد لم يتأخر. جهاز الموساد الإسرائيلي، عبر حسابه الرسمي بالفارسية، علّق ساخرًا:
"استخدام المخدرات والتحدث مع الجان ليست صفات مطلوبة في قادة الدول".
التصريح الإيراني فتح الباب أمام سيل من التساؤلات طرحتها صحف عبرية: هل هو انعكاس لحالة إنكار تعيشها بعض الدوائر السياسية؟ أم مجرّد محاولة لتبرير الفشل في مواجهة تفوق عسكري واستخباراتي واضح؟
التكنولوجيا العسكرية تتقدم كل يوم، ويبدو الحديث عن الجن والسحر خارجًا عن سياق العصر.
ومع ذلك، فهو يعبّر عن رواية بديلة تحاول الإمساك بما لا يُرى، حين تعجز عن تفسير ما يُرى.